تقرير : يحيى الجعفري
في أول تحرك أمريكي لإنهاء الأزمة الكندية تلقت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، اتصالاً هاتفياً مع نظيرها الأمريكي مايك بومبيو، نوقش فيه عدة قضايا على رأسها الخلاف بين كندا والسعودية،
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، في بيان لها تم نشره على الموقع الرسمي للوزارة وترجمته وكالة سبوتنيك الروسية ، إن الوزيرين بحثا عددا من القضايا العالمية الملحة على رأسها الأزمة التي اندلعت بين كندا والسعودية بسبب الحملة التي شنتها الاخيرة تجاه عدد من الناشطين في مجال حقوق المرأة والإنسان .
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت أن واشنطن طلبت من السلطات السعودية معلومات بشأن احتجاز نشطاء مدنيين وحثتها على احترام الإجراءات القانونية.
ووفقا لريترز قال مسؤول في الخارجية الأمريكية: “طلبنا من حكومة المملكة العربية السعودية معلومات إضافية بشأن احتجاز العديد من النشطاء”، مشيرا إلى أن المملكة وكندا “حليفان مقربان”،وهو نفس الإجراء الذي أتخذته عدد من الدول الآوروبية أول الأسبوع الجاري حيث طالب الرياض معلومات حول المحتجزين
وعن مدى جدية هذا الإجراء و إمكانية أن يؤثر على القرار السعودي أكد دكتور زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي و خبير الاقتصاد السياسي أن تلك الإجراءات ما هي إلا إجراءات روتينية لا ترتقي لتصعيد أو إجبار أو إتخاذ موقف فبالنسبة لواشنطن فهي في تحالف وتنسيق تام مع المملكة العربية السعودية سواء على المستوى السياسي والموقف من القضايا السياسية بالشرق الأوسط أو على المستوى الإقتصادي فيما يخص أسواق و أسعار النفط والبترول . ورأي الشامي الدول الآوروبية فهي أيضاً ستتخذ الموقف المماثل فهي لم تتخذ إجراءات قوية خلال أزمة السويد – أحدى دول الاتحاد الاوروبي – وبالتالي لن تتخذ موقفاً جدياً غير الاستيضاح السابق .
وافقه في ذلك د مصطفي كامل السيد أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس امناء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مؤكداً أن العلاقة بالأساس بين الحكومة الكندية وإدارة ترامب ليست علي ما يرام و تصور أستاذ العلوم السياسية أن تلك التصريحات التي خرجت عن الخارجية الأمريكية لا تتعدي كونها تصريحات لإثبات الوجود و حفظ ماء الوجه .
وعلى الجناح الآخر من الأزمة واصلت الرياض رفع شعار ” على اوتاوا تصحيح ما قامت به ” وقامت بخطوة تصعيدية جديدية حيث أعلنت منظمة الحبوب وقف إستيراد الشعير والقمح الكندي ، كما أعلنت السعودية عن نقل كافة مرضاها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، و عودة كافة مبتعثيها من أوتاوا و البالغ عددهم وفق الصحف السعودية 12 ألف مبتعثاً ، فيما تركت حرية الحركة لباقي الطلاب الذين يدرسون باوتاوا على نفقاتهم الخاصة ، ولكنها أكدت في ذات الوقت على تواصلها الدائم معهم وعلى رغبتهم الملحة في العودة إلى أرض الوطن ، و أكد موقع سي تي في الكندي أن العائد الاقتصادي للطلاب المبتعثين يبلغ 15 ونصف مليار دولار كندي ، تستحوذ السعودية وحدها على 5 % من هذا الرقم أي ما يوازي 400 مليون دولار سنوياً .