الرئيسية » أخبار » ذكري رحيل الهلالي قديس اليسار المصري

ذكري رحيل الهلالي قديس اليسار المصري

والهلالي لما قال قلعوه روب المحامي ولبسوه توب الاتهام 

تحل في الثامن عشر من يونية ذكري رحيل قديس اليسار المصري الأستاذ أحمد نبيل الهلالي .ولد الهلالي في اغسطس عام 1922 وحصل علي ليسانس الحقوق عام 1949 وعمل في المحاماة.وهو نجل آخر رئيس للوزراء في العهد الملكي احمد نجيب الهلالي.

عام 1948 أنخرط الهلالي في صفوف الحركة الشيوعية المصرية وانضم لتنظيم الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني    ( حدنو ). وفي عام 1949 خرج الهلالي من حدتو ضمن مجموعة المنظمة الشيوعية المصرية ” مشمش ” والتي كانت تضم في قيادتها سعد رحمي وأوديت حزان وفاطمة زكي وميشيل كامل ومحمد سيد أحمد ومحمد عباس فهمي وآخرين .

وتزوج الهلالي من فاطمة زكي ثم عادت ” م. ش.م.ِ ش” إلي حدتو في فترة لاحقة ضمن إعادة توحيد حدتو. واعتقل الهلالي ضمن حملة الاعتقالات الكبري في 1959 وقضي خمس سنوات في الاعتقال ثم خرج ليعقب ذلك قرار حل الحزب الشيوعي المصري .

عند تأسيس الحزب الشيوعي المصري عام 1975 أنضم الهلالي ومجموعة ” حدتو” التي توحدت مع منظمات ” الشروق ” والتي كانت غالبية عضويتها شبابية من طلبة الجامعات . وظل الاستاذ في القيادة الي أن حدثت خلافات بدأت بتقرير المرحوم زكي مراد ثم تقرير للهلالي وبدأ حصار المختلفين وانتهي الصراع في عام 1987 بخروج الهلالي ودرويش وميشيل كامل وأديب ديمتري وآخرين وتأسيس حزب الشعب الاشتراكي .وظل حكم توحيد اليسار يطارد الهلالي في ظل تحلل الحركة الشيوعية وتفاقم أزمتها . وفي عام 2006 طرح القديس ورقة هامة يدعوا فيها لتشكيل ” إتحاد اليسار ” كأطار جامع للكادر المنفرط علي اختلاف انتمائتهم التنظيمية القديمة  لكن بوفاة القديس في يونية 2006 سرعان ما تحلل اتحاد اليسار وكذلك حزب الشعب بفعل غياب يوسف درويش والهلالي في نفس الشهر.

علي صعيد العمل القانوني استطاع الهلالي تأسيس مكتب يتبني كل قضايا العمال وقضايا الحريات وكان دفاعه في هذه القضايا مراجع هامة في تاريخ العمل الحقوقي والمدني في مصر بدء من قضية 19،18 يناير 1977 وقضايا التنظيمات الشيوعية ثم قضية إضراب عمال السكة الحديد وقضايا تنظيم الجهاد واغتيال الدكتور رفعت المحجوب وغيرها.
علي الصعيد الانساني كان القديس وبحق زاهد اشتراكي حقيقي وهو ابن رئيس وزراء مصر الذي ضحي بالثروة والميراث ليعيش في شقة متواضعة بالايجار ولم يمتلك سيارة وظل يستخدم المواصلات العامة إلي وقاته عام 2006 عن عمر يناهز 82 عاماً. وكانت علاقته الأسرية بالاستاذة فاطمة زكي نموذج في الرومانسية وصدق المشاعر. كذلك كان ” القديس ” مفتحاً علي الجميع ويعامله كل اليساريين بالاحترام والمحبة اللائقة بقيمة وقامة كبيرة مثله وقد تجسد ذلك المشهد في جنازته المهيبة التي خرجت من مسجد عمر مكرم ليهتف الجميع ” الوداع ياهلالي ياحبيب الملايين ، وعاش كفاح الطبقة العاملة ، عاش كفاح الشيوعيين”.

رحم الله القديس أحمد نبيل الهلالي فقد كان رمز يفخر به اليسار المصري وترك تراث من الكتب والمرافعات القانونية التي ستظل هامة للأجيال القادمة . كما ستظل سيرته العطرة منارة علي طريق الكفاح الاشتراكي المصري.

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.