بوابة التحالف الإخبارية صوت القوى الوطنية والتقدمية
الزاهد مصر عصية على التفتيت والتقسيم
كتب مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مداخلة بعنوان ” مقارنات باطلة” قال فيها:
عادت نغمة سوريا وليبيا والعراق وقد اضيف لها لبنان وفزاعات التقسيم والحروب الاهلية ، رغم اختلاف سياق الاحداث عما تم استخدامها فيه اول مره. وفضلا عن ان المظهر الاساسى للاحداث فى بعض هذه البلدان الان هو الانتفاضات الجماهيرية وهى تختلف عن حروب التقسيم، ويمكن الاضافة بان الاستبداد هو ما صنع بهذه البلدان ما صنع وجعل تربتها هشة تنفذ فيها التدخلات كما ينفذ السكين فى الزبد.
ومهما يكن من امر يلزم التنويه ان مصر عصية على التفتيت والتقسيم وهى لا تصلح أن تكون نسخة أخرى من العراق وليبيا وسوريا. هى دولة قلب لم تعرف التوازنات القبلية والعرقية والطائفية الحادة والتقسيم الطائفى فيها صعب والمسيحيون فيها هم حراس الوطنية والبابا شنودة كان يردد دائما مقولة مكرم عبيد “مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل وطنا يعيش فينا” ورعاة الكنيسة هم من كانوا يطالبون الدروع البشرية التى تشكلت من المسلمين لحماية الكنائس بالمغادرة لان المبنى يمكن ترميمه لكن أرواحكم غالية علينا .. وفى كل معارك الوطنية المصرية كان الصليب مع الهلال، فهم لا يعرفون “خلافة الصليب” بل معنى الوطن . صحيح ان مصر عرفت فى كل عهودها فتنا طائفية (فتن وليست حروب او خطوط تقسيم ثابتة ) لكن السلطات او القوى الرجعية هى فى معظم الاحوال من كانت تساعد فى تفجير الفتن لتفتيت الكتلة الاجتماعية واحكام الهيمنة ، وللحفاظ على نفوذها . وهى من كانت تنتج مناخا يساعد عليها ، لكن هذه الفتن لم تاخذ فى كل الاحوال شكل الحرب الاهلية .
ايضا يستخدمون فزاعة الارهاب لخدمة توجهات الاستبداد، لكن الحقيقة انه لا توجد فى مصر قاعدة جماهيرية عريضة للارهاب، بل روافد تعيد انتاجه من الفقر والامية والجهل والتعصب وانكار الحق فى التنوع .. تجفيف هذه الينابيع، واجب اساسى للدولة بمشاركة المجتمع وهو عمل ضرورى لابد ان يرتكز على الحرية والمشاركة الشعبية وكسب محيط المواجهة بتنمية اقتصادية وثقافية واجتماعية شاملة كشرط لإجتثاث الارهاب من جذوره و نحقيق النصر.
