تظل المرأة المصرية بسحرها الجميل مصدرا لإلهام الفنان المتميز حلمي التوني ليعبر عن كل ما بداخلها من انفعالات سواء مشاعر حزن أو فرح أو لهفة أو تأمل أو حلم جميل للغد أو صرخة تبوح بما بداخلها من انفعالات غاضبة حتى لا تنفجر أو تموت.
وفى معرضه المقام حاليا بقاعة بيكاسو بالزمالك وتحت عنوان (نساء جميلة في شبابيك أصيلة) والذي يستمر حتى يوم 22 أبريل، يطوف بنا الفنان الكبير حلمي التوني، من خلال عشرات اللوحات، بين أشكال وتنويعات للمرأة التي تظهر في تكوينات مختلفة ومتنوعة، لكنها في كل حال تمثل حوارا تشكيليا جماليا، وتمثل أيضا سرا يتشارك فيه الاثنان، المشاهد واللوحة، ولا يقدم التوني شكلا فقط كما يفعل بعض مستعيري ملامح التراث، لكنه دائما ما يغوص في أعماق ذلك التراث بكل أشكاله ومضامينه ودلالاته واختار مسرحه التصويري بنفسه ولنفسه.
وإذا كانت اللوحات تفرد مساحة كبيرة للمرأة فلا تضيع التفاصيل الأخرى وتلاحظها العين وسط الزخم بإشارات بسيطة وتلقائية متناهية وعفوية لإظهار قوة الفكرة التي ترتكز عن العلاقات البشرية بين البعض وحميمة المكان وإن كانت الشبابيك التي كادت تختفى من البناء الأسمنتى الذي يعرف الذوق الذي تربى عليه التوني وجيله وجيل الخمسينات بعد انتشار البناء الزجاجي للوجهات.
وكون حلمي التوني شخصيته الفنية المتميزة بالغوص في تكوينات الشخصية المصرية ،فهو لا ينضوي تحت لواء مدرسة فنية بعينها، فهو يعزف على سطح اللوحة أنشودته ولأنه يبدأ بالإنشاد لنفسه وحنين ذاته، فإنه يمس مشاعرنا وحواسنا ويدخلنا معه لأجواء السحر فيجعلنا شركاء في إبداعه.
يذكر أن حلمي التوني، فنان تشكيلي مصري متخصص في التصوير الزيتي والتصميم، ولد بمحافظة بني سويف بمصر في 30 أبريل عام 1934، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص في الديكور المسرحي عام 1958 ودرس فنون الزخرفة والديكور، تولى العديد من المناصب، وأقام العديد من المعارض سواء محلية أو دولية، عاش بالقاهرة وبيروت والتي كانت زيارته الفنية لها لمدة 3 سنوات، كما أن العديد من الناس في مختلف دول العالم يقتنون الكثير من لوحاته، كما أن متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة يقتني أيضا العديد من لوحاته القيمة.
ويعتبر حلمي التوني من أبرز الفنانين في مجال تصميم الكتاب والمجلة في العالم العربي، أشرف على إخراج الأعداد الثلاثة الأولى من مجلة (شموع) عام 1986 ، وعمل في تصميم أغلفة الكتب، والإخراج الصحفي لعدد من دور النشر حتى بلغ عدد أغلفة الكتب التي رسمها أكثر من 3 آلاف كتاب غير المجلات التي رسم أغلفتها أيضا.
