الرئيسية » عربي ودولي » “اللاجئين” تدعو العالم للتبرع بنصف مليار دولار لدول أفريقيا

“اللاجئين” تدعو العالم للتبرع بنصف مليار دولار لدول أفريقيا

حثت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الدول والمؤسسات المانحة في أرجاء العالم علي التبرع بأكثر من نصف مليار دولار لمساعدة عشرات الآلاف من المواطنين الذين أرغموا على الهجرة وترك منازلهم ومدنهم بسبب الصراعات الملحة المندلعة في نيجيريا وجمهورية وسط أفريقيا.
وقال بيان لمركز المعلومات التابع للأمم المتحدة إن  معسكرات اللاجئين الإقليمية التي دعا إليها بيان الاستغاثة يتضمن مخصصات مطلوبة قدرها 76ر198 مليون دولار لنحو 230 ألف لاجئ نيجيري بالإضافة إلى نحو 284 ألفا و300 لاجئ يتم إيواؤهم في النيجر وتشاد والكاميرون، بالإضافة إلى مخصصات مطلوبة قدرها 7ر345 مليون دولار لإعاشة نحو 476 ألفاً و300 لاجئ في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى جانب 298 ألف لاجئ تستضيفهم تشاد والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو .
وبصفة رئيسية، ستسهم التبرعات التي دعت إلى جمعها وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مد يد العون للمجتمعات المستقبلة للآلاف من اللاجئين وإعانتها على تقديم المأوى والخدمات الأساسية للاجئين.
وتتضمن الخدمات التي تقدمها معسكرات اللاجئين توفير الحماية والتعليم وتأمين الغذاء والصحة والتغذية والمأوى والإعاشة وتقديم الخدمات الأساسية من مشرب وصرف صحي.
كان خطاب الاستغاثة الخاص بجمهورية أفريقيا الوسطى قد أطلقته وكالة اللاجئين و25 منظمة ووكالة تابعة للأمم المتحدة وعدد من المنظمات غير الحكومية. أما خطاب الاستغاثة الخاص بنيجيريا فأطلقته 28 منظمة من بينها وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ومن المنتظر أن تخصص وكالة اللاجئين مساعدات قدرها 54ر189 مليون دولار لمصلحة اللاجئين في جمهورية أفريقيا الوسطى، بينما سيخصص 33ر62 مليون دولار للاجئين في نيجيريا.
من جانبها دعت المنسقة الإقليمية لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ليز أهوا، الدول المانحة إلى ضرورة الإسهام والتبرع للاجئين في نيجيريا وجهمورية أفريقيا الوسطى، قائلة  يتعين ألا ننسى الأزمتين الإنسانيتين في هاتين الدولتين، فهي أزمات لم تنته بعد. بل على العكس فإن المعاناة تتفاقم وهناك حاجة ماسة للمساعدات سواء في المجتمعات التي هجروا منها أو المجتمعات المستضيفة لهم .
وأشارت إلى أن هناك أعمال عنف تندلع بشكل شبه يومي في شمالي شرق نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، ما يخلق مناخا من الخوف والرعب ويؤدي إلى مزيد من التهجير في الإقليم، مستشهدة بالأحداث التي يتكرر وقوعها من هجمات انتحارية، وخطف، وقتل على الهوية، وانتهاكات شديدة لحقوق الإنسان وكرامته.
وأمام الصورة السوداوية التي تحدثت عنها المسؤولة الأممية، سعت إلى فتح بوابة من الأمل قائلة  إن هناك ضوءا في نهاية النفق، لكننا لن نلمسه أو نراه إلا إذا رأينا التزاما قويا من الحكومات الأفريقية والمجتمع الدولي بالمساعدة في إعادة إحلال السلام والأمن . ودعت أهوا الدول المانحة إلى سرعة التبرع وتقديم المساعدات بسخاء.
يذكر أنه خلال عام 2015، تلقت بعثة اللاجئين الخاصة بدولة نيجيريا 52 في المائة من متطلباتها بينما تلقت بعثة اللاجئين في جمهورية أفريقيا مجرد 27 في المائة فقط من احتياجاتها.
وعلى الرغم من الخطوات المهمة التي اتخذت نحو إحلال السلام في شمالي شرق نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، فإن هناك أعمالا معادية وتيارات أخرى من عمليات التهجير للسكان جرت في عام 2015. ففي نيجيريا، تمكنت الحكومة من دحر جماعة  بوكو حرام  واسترداد بعض المكاسب منها، غير أن الجماعات المسلحة المتمردة تبنت تكتيكات إرهابية أدت إلى انتشار الأعمال العدائية والإرهابية في البلدان المجاورة.
وفي جمهورية أفريقيا الوسطى، تعرض السلام النسبي الهش فيها لموجات من العنف التي أدت إلى الإضرار بحركة الطيران في البلاد، لكن الجولات الانتخابية الأولى من الانتخابات الرئاسية مرت بسلام في أواخر ديسمبر الماضي والتي شارك فيها عشرات الآلاف من اللاجئين في تشاد وجمهورية الكونغو والكاميرون.
ولا تزال أزمة اللاجئين في نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى تمثل تحدياً كبيرا خلال عام 2016 في العديد من الدول مثل الكاميرون التي وفرت مأوى ومساعدة للاجئين من كلا الدولتين نيجيريا وأفريقيا الوسطى. وبموجب نداء الاستغاثة الأخير الذي أطلقته وكالة اللاجئين سيخصص نحو 8ر113 مليون دولار للكاميرون لإعانتها على استضافة 234 ألفا و500 لاجئ من دولة أفريقيا الوسطى، وحوالي 216 ألفاً و700 شخص كتعويضات للمواطنين في المجتمعات المستضيفة, بالإضافة إلى تخصيص 36ر56 مليون دولار لإعانة 100 ألف لاجئ نيجيري و20 ألف مواطن في التجمعات المستضيفة لهم في الكاميرون .
وتابعت المنسقة الإقليمية لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قولها  نحن بحاجة إلى المساعدات لإعانتنا على مواجهة سوء التغذية المتفشي بين الأطفال، ومساعدتهم على الذهاب إلى المدارس، وبناء مرافق صحية أفضل، وتزويدهم بمياه شرب صالحة، والتأكيد على توفير مأوى آمن للعائلات .
يعد نداء الاستغاثة الذي أطلقته وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لمصلحة نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى، جزءا طفيفا من المساعدات الإغاثية المطلوبة لعام 2016 التي تدعو إلى توفير ما يقرب من 1ر20 مليار دولار لإغاثة 87 مليون لاجئ ينتشرون في أنحاء متفرقة من العالم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.