نظم المكتب الثقافي المصري بباريس تحت رعاية السفير إيهاب بدوي سفير مصر لدى فرنسا ندوة تحت عنوان العصر الذهبي للسينما المصرية .
وأدارت الندوة المستشارة الثقافية لسفارة مصر بباريس د.نيفين خالد حيث تم عرض كتاب نيلوود للكاتبة الفرنسية إيزابيل بوديس وهي بنت أم فرنسية و أب جزائري و صاحبة العديد من الاعمال التي عكست اهتماما بمصر و العالم العربي و آدابه و فنونه.
ويتضمن الكتاب أفيشات فى زمن أفلام الأبيض والأسود في مصر و التي كانت تطبع بالفرنسية والعربية، وتكون ملصقة داخل دور السينما و على الحوائط فى الشوارع أو يتم نشرها فى الصحف والمجلات.
وكشفت إيزابيل بوديس ان اسم الكتاب نيلوود يشير الى نهر النيل و السينما في الوقت نفسه مثل هوليوود في الولايات المتحدة و بوليوود في الهند.
وقالت الكاتبة الفرنسية انها ارادت من خلال هذا العمل إبراز أفيشات أفلام العصر الذهبي للسينما المصرية على مدار أربعين عاما و تسليط الضوء على الجوانب التي تساهم في تقريب ضفتي المتوسط لا سيما من خلال كبار النجوم في السينما المصرية و في عالم الغناء مثل كوكب الشرق أم كلثوم .
ومن جانبها، أكدت د.نيفين خالد- في مداخلتها- ان السينما المصرية انفتحت في مراحل من تاريخها على السينما الفرنسية وانعكس ذلك في نواحي عديدة من بينها فكرة الافيشات المكتوبة باللغتين و ذلك في إطار الروابط الثقافية التاريخية بين مصر وفرنسا.
وأشارت الى مساهمة السينما المصرية في انتشار اللغة و الثقافة المصرية في العالم العربي من خلال نجوم كبار حظوا بشهرة عربية و عالمية مثل عمر الشريف و فاتن حمامة و غيرهما، فضلا عن دورها في الترويج للأغنية العربية.
وأضافت ان السينما المصرية في نصف القرن الماضي مثلت جزءا ثقافيا مهما و أبرزت مظاهر من الحياة اليومية المصرية و صورة المرأة العصرية الملتزمة بالعادات و التقاليد.
وعلقت المستشارة الثقافية المصرية على فيلم المواطن مصري انتاج 1991 و بطولة الممثل العالمي عمر الشريف واعتبرت أن هذا الفيلم تناول موضوعا في غاية الأهمية و هو مفهوم المواطنة.
واعتبرت أن هذا العمل السينمائي المتميز يقود الى استنتاج له دلالة كبرى و هو ضرورة أن يشعر كل فرد أي كانت اصوله أو انتمائته، في ظل الأحداث التي يشهدها العالم، بأنه مواطن عالمي و بالتالي يظل منفتحا على الآخرين.
كما تحدث – خلال الندوة – القائم بالاعمال بالانابة بالسفارة المصرية المستشار خالد عارف عن مكانة السينما المصرية في العالم العربي من خلال الاعمال الفنية المتميزة على الشاشتين الكبيرة و الصغيرة و كذلك عن الدور الذي لعبه بامتياز محمد بيومي رائد صناعة السينما المصرية في بداية القرن الماضي و الذي تميزت أعماله بالتنوع الكوميدي الساخر في تناول اليوميات المصرية.
وتتطرق ايضا الى الطفرة التي شهدتها السينما المصرية من خلال الكوميديا الموسيقية و إلى الاعمال السينمائية التي شارك فيها فنانون كبار و على رأسهم موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب. كما اشار المستشار خالد عارف إلى افتتاح ستوديو مصر في العام 1935 ليساهم في ذلك الوقت في دعم وتقدم السينما في مصر لتصبح القطاع الأكثر ربحية بعد صناعة النسيج، وذلك من خلال شركة مصر للتمثيل والسينما التي كانت إحدى المؤسسات العملاقة التي انشأها الاقتصادى المصري الكبير طلعت حرب و الذي كان يؤمن بأن تجديد الاقتصاد في مصر لن يتم إلا إذا ازدهرت الثقافة واستنارت العقول بالأفكار الجديدة والثقافة الرفيعة.
وحضر الندوة شخصيات ثقافية فرنسية وعربية من العاشقين لكلاسيكيات السينما المصرية. و تخللها عرض بالبروجكتر لجزء من حوار بالفرنسية اجرته سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة مع صحفي فرنسي تحدثت خلاله عن مسيرتها الفنية و كذلك من أفلام تركت بصمة في السينما المصرية للفنانة سعاد حسني و أخرين.