بوابة التحالف الإخبارية صوت القوى الوطنية والتقدمية
لا تزال موزمبيق، التي تمتلك السهول الفيضية الكبيرة والأراضي الصالحة للزراعة، تعاني من العجز الغذائي بما يقرب من 300 ألف طن من الحبوب، بسبب اتباعها لتقنيات زراعية بدائية، ولا تعد موزمبيق استثناء في هذا المجال بالنسبة لقارة أفريقيا.
وتعد قضايا التنمية الزراعية وخلق فرص العمل دوما من أهم القضايا بالنسبة لحكومة موزمبيق، ولذلك فإن وصول المساعدات الصينية بالتقنيات الزراعية المتطورة والمشروعات الحديثة، ساعد على إحداث تغيير في القطاع الزراعي بالبلاد.
وقد كانت التجربة الأولى من نوعها في أفريقيا، بعد أن قامت الصين بتدريب أكثر من ألف مزارع موزمبيقي بحلول شهر أكتوبر 2015، ومنذ ذلك الحين، وتقوم الصين بتوفير بذور ذات عائد مرتفع ومعدات زراعية إلى موزمبيق الواقعة فى جنوبي أفريقيا، فضلا عن إقامة مرافق وتقنيات الري واستخدام وسائل حصاد المياه (وهو إعادة جمع الماء الجاري على السطح لإعادة استخدامه)، والحفاظ عليها لضمان الزراعة طوال العام.
وفي العام 2011، قامت شركة وان باو للحبوب والزيوت، وهي شركة لتصنيع المنتجات الزراعية، ومقرها في شيانج يانج، بمقاطعة هوبى الصينية بإنشاء مزرعة أرز على نطاق واسع تمتد على مساحة 20 ألف هكتار في إقليم غزة بموزمبيق.
وفي غضون ثلاث سنوات، قامت الشركة باستثمار نحو 200 مليون دولار في المشروع، والتي تركزت أساسا في بناء البنية التحتية، وشراء الآلات والمعدات، وإمدادات الري والكهرباء، وقال سيرجيو تشيشافا، الباحث في معهد موزمبيق للدراسات الاقتصادية والاجتماعية، أنه إذا سارت الأمور بشكل جيد، يمكن للمشروعات الصينية أن تساعد في حل أزمة الغذاء في البلاد.
وأكد المدير الإقليمي لوزارة الزراعة في الإقليم أرنستو باولينو، أن مشروع (وان باو) ساعد على تحسين الإنتاجية الزراعية المحلية وزيادة التوظيف، وبالتالي تحسين معيشة السكان المحليين.
والمثال الناجح الآخر للتعاون الزراعي بين الصين وموزمبيق هو افتتاح فرع فى موزمبيق لشركة (الصين – أفريقيا لتنمية القطن المحدودة)، التي تقع في ثاني أكبر مدينة في البلاد، وهى مدينة بييرا، ويتضمن مشروعها تقديم إرشادات للمزارعين الذين وقعوا على اتفاقية مع الشركة للقيام بزراعة القطن، ومعالجة القطن بعد عملية الحصاد.
يذكر أن شركة (الصين – أفريقيا لتنمية القطن المحدودة) تعد حاليا واحدة من أكبر ثلاث شركات للقطن في مختلف أنحاء موزمبيق، وتوفر ما يقرب من ألف فرصة عمل، كما تتعاون مع نحو 50 ألف أسرة لزراعة القطن.
