نظم ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية بمقر حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، الأحد، مهرجانا جماهيريا إحياء للذكرى 68 للنكبة.
ودعا المتحدثون في المهرجان إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، وإعادة بناء استراتيجية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين «حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة، كحق شرعي وتاريخي مقدس، ورفض التعامل مع أي مبادرة تروج لإسقاط هذا الحق أو التوطين أو التعويض.
وقال عصام الخواجا، نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، في كلمة الائتلاف “يجب الوقوف أمام الحدث الذي يُشكل جذر الصراع والمواجهة المحتدمة في المنطقةِ وعليها، ويجب قراءة الأحداث والمحطات الرئيسية التي هيأت لأحداث النكبة، كي لا يضيع اتجاه بوصَلَتِنا، وتحرفها صراعات مفتعلة، زرعها ورعى تأجُجَها عدوٌ عَرفَ دوماً أسباب هزيمتنا”.
وأشار إلى أن “القوى الاستعمارية التي تقف خلف نكبة الشعب الفلسطيني هي نفسها المؤسسة والمشكلة لحلف الناتو الذي فكك بزعامة أمريكا، العراق وليبيا ويسعى منذ 5 سنوات للإجهاز على سوريا، وكذلك مصر”.
وشدّد على أن “البوصلة التي تتعامل مع كل هذه الملفات والقضايا إن لم تكن نقطة الانطلاق والانتهاء فيها فلسطين فستسقط في شباك الحلف الامبريالي الصهيوني الرجعي وستخدم أهدافه”.
وتطرّق الخواجا إلى خطورة “أوسلو” الذي وصفه بـ “النكبة الجديدة والمستمرة”، على القضية الفلسطينية والمشروع الوطني التحرري، وما نتج عنه مما يسمى التنسيق الأمني، الذي يخدم الاحتلال وجيشه.
من جهته قال عثمان عثمان، أمين سر لجنة حق العودة “إن الفلسطينيين يعيشون مرحلة خطيرة تتمثل إلى ضعف الاهتمام إلى حد النسيان من النظام الرسمي العربي، الذي بات ينخرط في مشاريع من أجل تصفية القضية الفلسطينية”.
وأضاف “شعب فلسطين لديه مخزون كبير من التضحية والنضال والمقاومة بكل أشكالها، وها هو يوجد على أرض الجليل ملتحماً مع الضفة والقطاع ويسطر يومياً صوراً نضالية يعتز بها كل مناضل وطني شريف”.
وتابع “إننا معنيون هنا في الأردن برص الصفوف وتوحيد القوى وتحشيد كل الامكانات لدعم نضالات شعبنا العربي الفلسطيني”، مؤكداً أن “معالجة حق العودة ليست منفصلة عن باقي مكونات القضية الفلسطينية”.
من جهته دعا عصام السعدي في كلمة الشخصيات الوطنية، عمّا بعد عام النكبة، إلى “وجوب إقامة مشروع قومي عربي مقاوم بوصلته فلسطين، يؤمن فلسطينياً وعربياً بالرجوع إلى الميثاق القومي الفلسطيني، الذي يدعو إلى تحرير الجغرافيا الفلسطينية من بحرها إلى نهرها، والعودة عن سياسة التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني”. مشدداً على أهمية “الخروج من نفق الانقسامات في التوصل للوحدة الوطنية”.
كما أصدر الائتلاف، بيانا، في الذكرى الـ68 لنكبة الشعب العربي الفلسطيني، وإلى نص البيان:
تحل الذكرى 68 للنكبة الفلسطينية والشعب العربي الفلسطيني ما زال يعاني من ويلات الإرهاب والإجرام الصهيوني، ويتعرض يوميا للقتل والاعتقال ومصادرة الأرض والاستيطان والتهويد ومحاولات تبديد هويته الوطنية وتصفية قضيته وحقوقه الثابتة، في ظل انحياز وصمت وتآمر دولي رهيب، وفي ظل تراجع وانهيار الواقع الرسمي العربي وانخراطه في سياسة الأحلاف والمحاور بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني التي تستهدف تقسيم منطقتنا العربية وتمزيق الدولة الوطنية، وحرف بوصلة الصراع عن اتجاهها الرئيسي مع العدو الصهيوني إلى صراع طائفي ومذهبي وعرقي.
تأتي الذكرى بكل ما تحمله من معاني ومآسي اللجوء والتشرد المؤلمة لكنها لم تكسر إرادة الشعب العربي الفلسطيني ولم تضعف عزيمته وإصراره على استمرار نضاله التحرري المعمد بدماء الشهداء في مواجهة الاحتلال الصهيوني العنصري الاستيطاني الإحلالي، وصنع منها مسيرة وملحمة نضالية تحررية على مدار العقود الماضية من الاحتلال، وتأكيده على تمسكه بخيار المقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها الكفاح المسلح، والتشبث بحقوقه الوطنية ورفضه لكل محاولات الالتفاف عليها، مجددا العزم على استمرار الصراع حتى زوال الاحتلال وتحقيق أهدافه الوطنية بالحرية والاستقلال والعودة.
تحل الذكرى هذا العام مع تفجر الانتفاضة الشبابية الفلسطينية التي اتسمت بالجرأة والبطولة والتحدي ورفض الواقع الذي وصل له الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية في ظل حالة الانقسام والرهان لدى قيادة السلطة الفلسطينية على استمرار نهج المفاوضات العبثية مع الكيان الصهيوني.
وفي ذكرى النكبة نؤكد على ضرورة الاستجابة للدعوات والمطالبات بإنهاء الانقسام والعمل على استعادة الوحدة الوطنية، وإحياء دور منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها الوطني وإعادة بناء مؤسساتها كما أكد على ذلك اتفاق القاهرة، ووقف تراجع دور المنظمة والضرب بعرض الحائط قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير والتي دعت بوضوح إلى وقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله وتحميل الكيان الصهيوني كافة المسؤوليات تجاه الشعب العربي الفلسطيني كقوة احتلال.
في ذكرى النكبة تؤكد أحزابنا القومية واليسارية، وجماهير شعبنا العربي الأردني أن القضية الفلسطينية قضيتها المركزية، وتؤكد على استمرار النضال الوطني المشترك مع الشعب العربي الفلسطيني حتى يستعيد حقوقه الوطنية الثابتة، بالعودة وتقرير المصير وإنهاء الاحتلال، ورفضها لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومطالبتها بإلغاء معاهدة وادي عربة، والعمل مع قوى التحرر العربية على إعادة القضية الفلسطينية إلى عمقها العربي.المجد للشهداء. الحرية للأسرى
فلسطين عربية. والاحتلال إلى زوال
عمان في 15/5/2016
ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية
شاهد الصور..