أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اليوم الثلاثاء أن بلاده ستقدم للأردن خلال السنوات الثلاث المقبلة مليار يورو لمساعدته على تحمل الأعباء التي فرضتها أزمات المنطقة ومواجهة آثار اللجوء السوري، مشيرًا إلى أنها كانت قد قدمت له خلال السنوات العشر الماضية نحو مليار دولار.
جاء ذلك لدى مشاركة أولاند ورئيس وزراء الأردن الدكتور عبدالله النسور في افتتاح أعمال منتدى رجال الأعمال الأردني الفرنسي الذي أقيم بغرفة تجارة عمان بمشاركة رجال أعمال من البلدين.
وأكد أولاند على أن زيارته للأردن هي رسالة لتحفيز الشركات الفرنسية على زيادة استثماراتها في المملكة وتحفيز المواطنين الفرنسيين على زيارة المملكة والتعرف على موروثها الأثري والسياحي.
وأشار إلى دعم فرنسا في الاتحاد الأوروبي للأردن بخصوص طلبه بتبسيط قواعد المنشأ بهدف زيادة صادراته إلى الاتحاد والذي يعطى فرصة لزيادة الاستثمارات وتشغيل الأيدي العاملة إضافة إلى دعم مطالبه في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وقال إن دعم بلاده للمملكة خلال الفترة المقبلة سيتركز على قطاعات عدة منها دعم الموازنة من خلال قروض ميسرة خصوصًا لدعم المناطق التي تشهد أكبر تأثر من اللجوء السوري إضافة إلى دعم القطاع الخاص في الأردن والشركات الفرنسية التي ترغب بالقدوم إليه..مؤكدا على أن بلاده تسعى للتقدم في سلم الجنسيات المستثمرة في الأردن حيث تحتل حاليا المرتبة السادسة عالميا والمرتبة الأولى بين الجنسيات غير العربية المستثمرة في المملكة.
وعلى الصعيد السياسي..قال أولاند إن الأردن يقع في قلب دوامة تعصف بالشرق الأوسط وتحديدا في سوريا والعراق واستمرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي حيث كان لذلك كله انعكاسات مباشرة على الحياه الاقتصادية والاجتماعية فيه لأن الأعداد الكبيرة للاجئين زادت الضغط على الموارد والخدمات وسوق العمالة.
وشدد على أن تعاون الأردن وفرنسا في مجال محاربة الإرهاب أمر غاية في الأهمية إذ لا يمكن لباريس أن تواجهه بدون دعم أردني..قائلا إن فرنسا تثق بجهود الأردن في مكافحة الإرهاب علاوة على أنه يعد شريكا أساسيا للجهود الفرنسية في مكافحة تنظيم داعش .
من جهته..قال النسور إن منتدى الأعمال يمثل فرصة جديدة لبلدينا للتركيز على الأهداف الاقتصادية المشتركة والبناء على نجاحات سابقة تعكس التعاون الثنائي الممتد والمثمر في المجال الاستثماري.
وبين أن فرنسا تقع في المرتبة الأولى بين الاستثمارات غير العربية في الأردن برأسمال بلغ 5ر1 مليار يورو يشمل العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية مثل الاتصالات والبترول والمياه والطاقة والبنية التحتية.
وأشار إلى أن عدد الشركات الفرنسية في الأردن يصل إلى 30 شركة فيما تطمح المملكة إلى زيادة الاستثمارات الفرنسية فيها في ضوء آخر مستجدات الجهود المبذولة لتعزيز البيئة الاستثمارية وصدور قانون الاستثمار الذي عزز البيئة على المستويين المؤسسي والتشريعي.
وقال النسور إننا نتطلع إلى مزيد من الشراكات والاستثمارات الفرنسية في الأردن .. مؤكدا استعداد الأردن لتقديم كل الدعم والمعلومات والتسهيلات التي من شأنها الاسهام في تنفيذ المشاريع الاستثمارية في المملكة.
وكان الرئيس الفرنسي قد زار في وقت سابق اليوم مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين في عمان ، حيث التقى ممثل مكتب المفوضية أندرو هاربر وعددا من ممثلي المنظمات غير الحكومية المنخرطة في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين والعراقيين.
واستمع أولاند لعرض من هاربر لأبرز الخدمات التي تقدمها المفوضية في الأردن من خلال مكاتبها المنتشرة في عمان والأزرق وإربد والمفرق .. مشيرا إلى أن هنالك ما يزيد عن 700 ألف لاجىء مسجلين لدى المفوضية حيث يعيش معظمهم بين المجتمعات المحلية وبما يشكله ذلك من ضغط على الخدمات الأساسية والبنى التحتية للمواطنين الأردنيين.
