- تغيير اسم الكلية والمسمي الوظيفي للخريجين تصويب ضروري
- أين نتائج عمل اللجنة التي تشكلت لبحث المشكلة ؟!
تعاني مصر العديد من المشاكل الصحية وظلت كليات الطب هي المصدر الرئيسي لتخريج ممارسي الطب وتدرجهم المهني . وكان التعليم الفني يخرج فني تمريض من المدراس الثانوية للتمريض والمعاهد سنتين بعد الثانوية العامة وكذلك معاهد العلوم الصحية .
لكن في إطار الارتقاء بالممارسة الصحية وكفاءة الفريق الطبي تم إنشاء كليات التمريض لتخريج أخصائيات في التمريض للارتقاء بالكفاءة المهنية وتكامل الخبرات في الفريق الطبي . وكانت معاهد الفنيين الصحيين سنتين بعد الثانوية العامة تخرج فني صحي . ثم تقرر تحويل المعاهد الي كليات جامعية مدة الدراسة بها أربع سنوات وتخرج فنيين صحيين.
لكن صدور القانون 101 لسنة 1992 الذي سمح بإنشاء الجامعات الخاصة . وشهدت هذه الجامعات فوضي كبيرة في مسميات الكليات وكفاءة الخريجيين ونذكر معركة الدكتور حمدي السيد قبل 25 يناير حين رفض قيد خريجي كليات الطب بالجامعات الخاصة في نقابة الأطباء . لكن امتداد الفوضي قامت ثلاث جامعات خاصة هي جامعة السادس من أكتوبر، وجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وجامعة فارس بالإسكندرية بتسمية كليات العلوم الصحية بها كليات العلوم الطبية وتبعها في ذلك جامعتي بني سويف والمنوفية.لتبدأ مشكلة مسمي خريجي هذه الكليات. خاصة والجامعات الخاصة تروج بين المواطنين ان خريجي هذه الكليات أخصائيين بما خلق خلط لدي الرأي العام.
وهنا نتساءل : هل يستطيع كلية العلوم الطبية ان يعمل بمفرده بعيداً عن طبيب متخصص؟! وهو لم يؤهل علمياً للكشف والتشخيص ولكنه مجرد معاون فني للاخصائي خريج كلية الطب والذي قضي 17 سنة في الدراسة والتحصيل ليحمل لقب أخصائي.هل يأمن المواطنين للكشف أو إجراء جراحة تحت إشراف فني غير متخصص ؟! ومن هنا بدأت المشكلة . وبدأت معركة نقابة الأطباء لوقف تسمية كليات العلوم الصحية بكليات علوم طبية وكذلك تغيير مسمي خريجي هذه الكليات لأي مسمي أخر يمنع اللبس عند جمهور المرضي.
منذ أيام طالبت الدكتورة منى مينا عضو مجلس نقابة الأطباء ، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الدكتور صالح الشيخ، بإعلان التوصيات التي توصلت إليها اللجنة التي شكلت بقرار من رئيس الوزراء، لحل مشكلة شكوى النقابة من تعدي خريجي كليات العلوم الصحية، على مهنة الطب، وعلى عمل ومسميات الأطباء.
وتابعت خلال الرسالة التي نشرتها عبر صفحتها على الفيس بوك، يوم الأحد الماضي :” كل النقاط الملتبسه قد تم توضيحها، وتقدمت نقابة الأطباء بالحجج والأدلة الدامغة التي تثبت أن هذا التعدي يعد تضليلاً وإيذاء للمرضى”.
وأضافت أن النقابة التزمت بما طُلب من عدم إعلان أي نتائج لعمل اللجنة التي اجتمعت في اجتماعات مطولة تصل إلى 6 ساعات، بحثت خلالها كل النقاط الهامة المتعلقة بمسمى الكلية، ومسمى شهادة الخريج، والمسمى الوظيفي للخريج وأهمية عمله تحت إشراف طبيب التخصص، وتوصلت لنتائج محددة في كل هذه النقاط”.
وعلّقت :”كلنا نعلم بتشكيل لجنة جديدة في وزارة الصحة ستبدأ عملها لمناقشات تفصيلية حول التوصيف الوظيفي الدقيق لعمل خريجي هذه الكليات، ولكن أعتقد أن النقاط التفصيلية التي ستبحثها اللجنة الجديدة لا يمكن أن تغير أو تعطل الخطوط العريضة الأساسية التي بحثتها اللجنة”.
وأضافت :”الوقت يداهمنا وكل تأخر لإعلان نتائج عمل اللجنة هو استمرار للوضع الحالي المغلوط الذي تضيع فيه الفوارق والحدود بين الأطباء وبين المهن المساعدة، وهذا وضع مضلل ومهين وغير طبيعي ومخالف لنظم الطب في العالم كله”.
لكن بعض الأطراف ومن بينها اصحاب الجامعات الخاصة وتجار بيزنس التعليم الطبي لا يريدون حل المشكلة بدليل الصمت وعدم اعلان نتائج عمل اللجنة التي تشكلت لهذا الغرض وتشكيل لجنة جديدة.
لذلك بدأت نقابة الأطباء منذ شهور حلمتها لتصويب وتصحيح هذه الأوضاع ولكن هذه المعركة ليست معركة الأطباء وحدهم ولكنها معركة المرضي وكل المصريين الباحثين عن العلاج عند متخصصين بعيداً عن المشعوذين ومدعين العلم .
إن تصحيح مسمي الكليات من كليات علوم طبية الي كليات علوم صحية قرار ضروري لتصحيح الخطأ وتسمية الأشياء بمسمياتها.كما أن التوصل الي مسمي مناسب ومرضي للطرفين يمنع التضليل وادعاء صفة وظيفية غير موجودة. وخبراء الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لديهم القدرة والكفاءة لحسم هذا الجدل وتحديد مسمي واضح لوظيفة خريجي العلوم الصحية وتوصيف وظائف خريجي هذه الكليات.
ان مشكلة مسمي كليات وخريجي العلوم الصحية في مصر هي جزء من أزمة التعليم الجامعي الخاص وفوضي التعليم إضافة الي غياب التكامل في الأداء بين كل الفريق الطبي من أجل تطوير الخدمة الصحية في مصر.
حلقة مع الدكتورة مني مينا وقضية خريجي العلوم الصحية
https://www.youtube.com/watch?v=G66RtAW2pew
فيديو الدكتور ايهاب الطاهر
https://www.youtube.com/watch?v=201K7nxfk4c&feature=youtu.be