الرئيسية » مقالات » أمال ممدوح :أين دور الدولة من انتشار مئات المستوصفات الخيرية فى الصعيد؟

أمال ممدوح :أين دور الدولة من انتشار مئات المستوصفات الخيرية فى الصعيد؟

الدولة التى لاتقدم تعليم ولاصحة لمواطنيها لا يحق لها التساؤل عن أسباب التعصب. فمنذ السبعينيات وحتى الأن يعانى المواطن المصرى من انسحاب الدولة من دورها فى تقديم الخدمات الأولية له وفى القلب منها التعليم والصحة فاضطر الى اللجوء الى المؤسسات الخيرية التى انتشرت فى كل أرجاء مصر وبدأت الجمعيات الخيرية اسلامية كانت أو مسيحية تتوسع فى انشاء المدارس الخاصة والمستوصفات الطبية وهذا من أحد أسباب انتشار التعصب فى بر المحروسة.

فالدولة الوطنية تقدم خدماتها خاصة التعليم والصحة بشكل جيد ومجانى لكافة مواطنيها على اختلاف انتماءاتهم العرقية أو الدينية أو الجغرافية وأذا اختفى دور الدولة ظهر التعصب للدين او العرق أو الانتماء الجغرافى كما يحدث فى مصر ويضطر المواطن المسلم الى الذهاب الى مستوصف خيرى يتبع جمعية سلفية كانت أو اخوانية ويذهب المواطن المسيحى الى مستوصف يتبع كنيسته لتلقى العلاج وعمل الفحوصات الطبية بأسعار مخفضة مقارنة بأسعار عيادات الأطباء ومراكز الأشعة ومعامل التحاليل الخاصة والباهظة التكلفة لأن هذا المواطن أو ذاك لم يجد مستشفى حكومى بالقرب منه يقدم له الرعاية الصحية المطلوبة وبعد كل هذا العدد الكبير من المستشفيات والمستوصفات الخيرية نتسأل عن أسباب التعصب .

فلو أنك دخلت مستوصف اسلامى لمنحوك بعد الكتيبات الصغيرة التى بها بعض الأيات الكريمة والأدعية وبعض الفتاوى لتقتل وقت الانتظار وهذه الفتاوى ستكون حتما لمشايخ السلفية الوهابية والمواطن المريض بالطبع فى حاجة الى التقرب من الله وهو بطبيعة الحال مصدق لتلك الفتاوى الصادر من هؤلاء الأبرار الذين يعالجونه بأسعار زهيدة ويرفعون بيوت الله ويساعدون الفقراء.

وفى محافظات الصعيد هناك بعض المستوصفات تملك سيارة لنقل مرضى الفشل الكلوى فى طريق رحلتهم القاسية الى جلسات الغسيل الكلوى وبعض الجمعيات تمنحهم وجبة غذائية. فحدثنى أكثر عن تجديد الخطاب الدينى وانتهاء التعصب الدينى .ففى محافظة المنيا هناك جمعيات تتكفل بثلثى تكلفة عمليات تصحيح النظر وتقوم بتجميع مئات المواطنين شهريا لعمل عمليات مخفضة فى القاهرة وتتكلف بمصاريف رحلة االذهاب والعودة بباصات فاخرة فهل يصدق هؤلاء الفقراء الذين تلقوا العلاج أن هؤلاء الكرام ينشرون التطرف ؟ وللأنصاف فهناك عدد كبير من المراكز الخدمية الطبية التابعة للكنائس فى المنيا تعالج مسلمين وبينهم محجبات ومنقبات فى قرى وأحياء شعبية يذهبون لتلقى العلاج فى مستوصفات مسيحية ولا أعرف مستوصف اسلامى يذهب فيه المسيحيين لتلقى العلاج من المرجح ان يكون السبب هو الخوف من القائمين على المستوصف أو لانتشار المستوصفات المسيحية فى أماكن كثيرة وأى مكان الوضع فالجمعيات الخيرية التى تقدم الخدمات الصحية والاعانات اسلامية كانت أو مسيحية لها جمهورها الذى يؤمن بأفكارهم المتعصبة لأنه لاتوجد دولة أو قل شبه دولة لا تعالج مواطنيها ومنظومة التعليم التى تتبعها فى منتهى التردى فتحاول الطبقة الوسطى فيها تعليم أولادها فى مدارس خاصة اسلامية أو مسيحية ترفض الأخر وتهتم بتدريس الأديان على حساب تدريس الأخلاق والحقوق المدنية مدارس تخلق طالب تابع لها فى التفكير وليس له عقل مستقل يستخدمه فى التفكير العقلانى.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.