الرئيسية » أخبار » تونس و إمام : عندما يكون الغناء مقاومة ، ترثها الشعوب جيلاً خلف جيل

تونس و إمام : عندما يكون الغناء مقاومة ، ترثها الشعوب جيلاً خلف جيل

رجعوا التلامذة يا عم حمزة للجد تاني ،  الجدع جدع والجبان جبان و احنا يا جدع نازلين ع الميدان ، هما مين و أحنا مين ،  الفلاحين بيبدلوا الكتان بالكاكي .

بالتأكيد سمعت هذه العبارات أو أحداها إذا لم تكن قد تغنيت بها يوماً ما ، و ربما لم يكن يعلم الشيخ إمام أنه سيخلف آلاف الاف العاشقين لفنه المقاوم و سيكون مغنياً لميادين الثورة في مصر و تونس و لبنان وكافة  البلاد التي أنتفضت عشقاً للحرية و الكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية وتجعل إمام عيسى هو  المغني الأول لثورات الربيع العربي ليكون مشاركاً فيها فيصبح كما بحق   ” سيرته أطول من عمره ” .

 وتمر قرابة سبعة أعوام على الربيع العربي  فيصبح عمر الشيخ إمام مئة عام فتأبي تونس إلا و أن تحتفل به وتكرم من عاش من رفاقه وتجعل أكبر ساحة فيها موقعاً لتخليد لذكراه ، كما صالت أغانيه قديما ، فإنها ستجول في مهرجان أيام قرطاج الموسيقية

نعم هذا هو ما حدث في المهرجان حيث أبرق الشعب التونسي برقية تضامن إنسانية و أفريقية و عربية  إلى الشعب المصري تضامناً معه في كل ما يعانيه من مرارات ، بالإضافة إلى برقية وفاء للراحل العظيم الشيخ إمام في ذكراه المئوية.

وكان تكريم رفيق درب الشيخ إمام الشاعر زين العابدين فؤاد هو المشهد الأبرز الذي حول المهرجان إلى ساحة تكريم للمناضلين و كذلك تأبيناً و إحياءاً لمئوية الشيخ إمام ، حيث ألقى الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد  الجمهور قصيدته ” أنا الشعب ماشي وعارف طريقي ” ثم تبعته المغنية التونسية روضة عبد الله بأغنية ” طعن الخناجر ولا حكم الخسيس فيا ”  إحياءاً لإمام الغناء  المقاوم الفنان الراحل إمام عيسي. وردد خلفها الجماهير ” مين الي يقدر ساعة يحبس مصر ” مين الي يقدر ساعة يحبس بلدي”.

ربما يظن البعض أن التلاق الأول بين  الشعبين المصري والتونسي كان في الربيع العربي ، ولكن ثمة تلاق أكبر كان للشعبين كليهما في  ثمانينات القرن الماضي بعدما  هبت الرياح المقاومة للفن والمعادية لليسار فسافر الكثير من المناضلين إلى مختلف الأصقاع وخاصة دول التحرر الوطني ، ومن هنا كانت زيارة  مانفيستو الفن المقاوم نجم و إمام إلى تونس الخضراء ، و نكاد نجزم الآن أن سفرهم إلى تلك البلاد كان له عظيم الأثر في حفظ ما غنى إمام من فن مقاوم ، ففي سفرهما كانت الحفلات بحضور الآلاف التي يصورونها ويسجلونها بشكل أفضل وطريقة أحدث ، على العكس من الغناء خفية في الحارات والأزقة و في حفلات الأصدقاء خوفاً من السلطة التي كانت تضطهد المانفيستو نظراً لجرأتهما في الحق وعدم  خوفهما من أي حاكم ما كان .

 

 

سافر نجم و إمام من هذه الحفلات إلى حفلات أخرى في دول متعددة ولكن ظلت تونس محوراً رئيسياً ، فبعد زيارته لها وبوعي الشعب التونسي المحب للتنظيم ظهرت فكرة أندية أحباء الشيخ إمام والتي لا تزال ظاهرة حتى يومنا هذا تحمل إرثاً من النضال والفن يوماً بعد يوم .

 

 

إن بيرم التونسي وفؤاد حداد و وزين ونجم وغيرهم من أصحاب الأقلام المرفوعة كما الرماح لا يعرفون إلا أمثالهم من المغنيين أمثال إمام عيسى وسيد درويش  وغيرهم ممن لا يعرفون شيئاً إلا أن حنجرتهم هي صوت للشعب وسوطاً على الجلادٍ يلهبه بمطالب الشعب التي يغض الطرف عنها ، فتصبح غنوة بين القلوب فلتعش سيرتهم وكلماتهم و ألحانهم بيننا ، والزوال كل الزوال لمن ينسى أو يتناسى مطالب البسطاء ويزيد من وجيعتهم بإقفال أزقة السجون على من يطلب حقهم .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.