الرئيسية » أخبار » التحالف الاشتراكي يرفض قرارات رفع أسعار الوقود

التحالف الاشتراكي يرفض قرارات رفع أسعار الوقود

يوجد فائض في ميزان التجارة البترولية وزيادة في عوائد الصادرات النفطية

نريد الحد من الاستهلاك الحكومي السفيه بدلا من توجيه الموارد بالكامل لسداد الديون والأقساط

التحالف يطالب بتفعيل قوانين حماية المستهلك ومنع الاحتكار وتحديد هامش ربح  ملزم للسلع الرئيسية

يجب وقف الاستدانة والاعتماد علي الصناعة والزراعة لدعم التنمية 

أصدر حزب التحالف الشعبى الإشتراكى اليوم بياناً بعنوان ” لهذا نرفض قرارات رفع أسعار الوقود، تزوير حكومى  مفضوح  للبيانات يؤدى لنتائج  تضخمية كارثية”. وجاء في البيان:

قرارات حكومة مصطفى مدبولى برفع أسعار البنزين والسولار والمازوت وبقدر يصل لضعف سلسلة الزيادات السابقة قرار مرفوض بالمطلق، لأنه يستند لمبررات مزيفة و أرقام محرفة ومزورة بكل وضوح، وستؤدى لمزيد من تدهور مستوى المعيشة وارتباك النشاط الإقتصادى لارتفاع مستوى التضخم لدرجة غير مسبوقة. ويمكن إجمال ذلك فيما يلى :

أولاً لجأ محمد معيط لتقديم بيانات تبريرية مشوهة ومزورة تنسب الزيادات الجديدة لأسعار الوقود فى مصر  للأزمة العالمية بسبب حرب أوكرانيا. فقد زعم فى تصريحاته اليوم أن الأزمة العالمية كلفت الموازنة العامة نحو 15 مليار دولار لاستيراد الوقود مقابل 7.5 مليار فقط فى العام الماضى. رغم أن مصر دولة مصدرة للبترول وليست مستوردة فقط ، و أن مكاسبها على جانب صادرات الوقود أكبر من خسائرها على جانب الإستيراد. ولسوء حظه وحظ حكومته فقد كشفت بيانات حديثة للجهاز المركزى للإحصاء أن واردات مصر من الوقود قد ارتفعت فى الأربعة أشهر الأولى من العام الحالى  إلى 4.3 مليار دولار  بدلا من ٢.٧ مليار فى الفترة المناظرة من العام الماضى ، أما صادرات مصر من الوقود فى الشهور نفسها  فقد ارتفعت من 3.1 مليار دولار إلى  إلى 6.1 مليار دولار، أى ان الصادرات من الوقود زادت بالمقارنة بالشهور الأربعة المناظرة من العام الماضى بمقدار ٣.٣١٣ مليار دولار، وأن إجمالى الصادرات البترولية فى تلك الشهور يزيد عن إجمالى الواردات  بمقدار 1.7 مليار دولار ، وهذا بدوره يدحض أيضا ما أعلن عنه مصطفى مدبولي اليوم من أن مصر مستورد صافى للمحروقات،  فأين أخفت الحكومة تلك المليارات وهى تتحدث عن تأثير أزمة أوكرانيا على مصر (لاحظ أنه من المفترض أيضا أنهم اتفقوا على زيادة صادرات مصر من الغاز المسال إلى 7 مليارات متر) .

ثانياً – التضخم مستمر فى الارتفاع طوال الشهور الأخيرة وكسر فى شهر مايو حاجز ال15 % وصولا إلى 15.3 %، وهى أرقام خطيرة للغاية على المواطنين والمعيشة والإقتصاد والإنتاج ، هذا لو سلمنا أصلا بصحتها وأن التضخم الفعلى يصل إلى 20 % كما يرى البعض. و كان لابد لأى حكومة رشيدة أن تتخذ إجراءات عاجلة لوقف هذا الإرتفاع ، و أساسا بالحد من استهلاكها السفيه و توجيه الموارد بالكامل لسداد الديون والأقساط باقتراض حكومى سيصل فى العام المالى الحالى إلى 1.5 تريليون جنيه. هذا سفه كامل !

ثالثاً – الزيادة الجديدة رغم ذلك هى خمسون قرشا للتر أى ضعف الزيادات السابقة ، ولم يعد بوسع الحكومة الزعم بأن أسعار المواصلات الداخلية وبين المدن والنقل لن تزيد هذه المرة. وهكذا تستمر  حلقة التضخم الجهنمية وتستمر الحكومة فى إعادة إنتاج سياسات الجباية والسفه !

رابعاً- ماتعقده الحكومة من مقارنات مع الدول الأجنبية لتبرير سياساتها للزيادة المتواصلة للأسعار فى مصر وخاصة الوقود، كلها مقارنات مغلوطة. فمن ناحية فإن الرقم الإجمالي للتضخم فى مصر وصل كما أشرنا إلى ١٥.٣ % ، وهذا يتجاوز كثيرا المسجل فى اى دولة أوروبية وكلها لم تصل لرقمين(اى كلها أقل من ١٠ % ). ثم أن التضخم فى البلدان الأوربية هو فى الأساس بسبب أسعار الوقود لأنها دول مستوردة صافية عكس مصر، وهى تسببت بنفسها لنفسها فى تلك المشكلة بالامتناع عن شراء الطاقة الروسية الرخيصة لأسباب سياسية والتحول للطاقة من مصادر أغلى. وفوق ذلك فإن مقارنة الأسعار عموما بين دول ذات مستويات دخول مختلفة اختلافا شاسعا إنما هى مقارنة مغلوطة ومضللة تماما .

خامساً- أن المدخل لمعالجة الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة فى مصر ليس فى تحميل ملايين المواطنين أعباءا جديدة أصبحوا عاجزين عن تحملها، بل فى مراجعة جذرية للسياسات الحكومية المسببة للأزمة، ويشمل ذلك إجراءات عاجلة وأخرى طويلة الأجل. ومن الإجراءات العاجلة إلغاء كل الصناديق الخاصة القديمة و المستحدثة وضمها جميعا للموازنة العامة تفعيلا لمبدأ وحدة الموازنة وضمان الشفافية والرقابة،  وخطة عاجلة للتقشف الحكومى تتضمن مراجعة وتجميد كل المشروعات غير المنتجة وغير المفيدة التى تلتهم مليارات و تريليونات الجنيهات، والتراجع عن سياسة الرفع المتكرر لأسعار الفائدة بهدف اجتذاب الأموال الساخنة وبما يؤدى لزيادات فلكية فى أعباء الدين الحكومى، وتفعيل قوانين حماية المستهلك ومنع الاحتكار وتحديد هامش ربح  ملزم للسلع الرئيسية،  وأخيراً وضع حد أقصى صارم للإستدانة الخارجية ومراجعة كل الصفقات التى تمت استنادا لاستدانة خارجية واسعة .

أما على الأجل الطويل فلابد من إصلاحات اقتصادية هيكلية حقيقية بالتوجه نحو  الإقتصاد الحقيقى المنتج فى الصناعة والزراعة وإعطائه الأولوية المطلقة .

وبناءا على كل ما سبق فإن حزب التحالف الشعبى الإشتراكى يطالب بالإلغاء الفورى لتلك القرارات الحكومية، وعرض مجمل السياسات الحكومية المسببة للأزمة الراهنة لحوار جاد يضم قوى المعارضة الجذرية الحية والخبراء بما من شأنه استنتاج الإجراءات العاجلة المطلوبة لمواجهة ذلك التخبط الحكومى الذى يؤدى لتردى الأوضاع فى مصر.

حزب التحالف الشعبى الإشتراكى –  ١٤ يوليو ٢٠٢٢

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.