التحالف الشعبي ينعي الأمام : وداعاً د محمد محمود الإمام

ينعى حزب التحالف الشعبى الإشتراكى ببالغ الأسى الأستاذ الدكتور محمد محمود الإمام أستاذ الإقتصاد وزير التخطيط الأسبق ، الذى فارقنا بعد عمر مديد ، كان فيه مثالا للعطاء المستمر للشعب و الوطن حتى اللحظة الأخيرة إن خسارتنا الكبيرة برحيله هى بقدر عطائه الذى مزج من وقت بعيد بين العمل التنفيذى الخلاق فى مراحل متعددة من تطور الدولة الوطنية فى مصر ، وبين العمل السياسى و الفكرى الذى كان الإمام فيه احد النماذج البارزة لمدرسة الإقتصاديين التنمويين الوطنيين ذوى التوجه الاشتراكى فى البلدان النامية . فقد كان الفقيد أحد الرموز المؤسسة لمعهد التخطيط القومى منذ نشأته وشارك فى وضع الخطة الخمسية الأولى للتنمية الإقتصا دية لأعوام 60 _ 65 فى عهد الرئيس عبد الناصر ، التى كانت أبرز علامة على اتباع أسلوب التخطيط الشامل و تصنيع البلاد ، و التى حققت حينها أعلى معدل للنمو الإقتصادى . واستمر فى العطاء من خلال توليه منصب مدير معهد التخطيط ، ثم وزير التخطيط ، ثم الأمين العام للجمعية العربية للبحوث الإقتصادية .و حافظ الإمام على قناعاته المنتمية للناصرية و الدولة الوطنية ، مع مناداته فى نفس الوقت بضرورة تجديدالفكر الاشتراكى على ضوء التجربة و المتغيرات العالمية . و ظلت كتاباته حتى اللحظة الأخيرة تعبر عن ضرورة مقاومة هيمنة الإمبريالية فى عصر رأس المال المالى على مصائر الشعوب و استنزاف خيراتها ، و التمسك بالتنمية بوصفها عماد حركة المنظومة الوطنية التى تشمل مختلف مناحى حياة المجتمع ، مع الأخذ بالمنهج الاشتراكى الذى تزداد فى ظله قوة الدولة بدلا من ان تنكمش كما نشاهد فى ظل المناهج الليبرالية الجديدة المعاصرة . وقد دعا الإمام فى ظل ذلك لمشاركة الشعب فى اتخاذ القرارات فى مختلف المستويات ، و للعدالة الإجتماعية بمعناها العميق ، أى ان تعتمدالتنمية البشرية المستدامة على البنية الاجتماعية ، و اعتبار العدالة الإجتماعية هى المنطلق ( لا العلاج ) باعدادها جميع أفراد الشعب لتحصيل ماييسر لكل منهم الإبداع و الإبتكار . كما اهتم الإمام بدور التكامل الاقتصادى للبلاد النامية و العربية فى بناء نموذج اقتصاد المستقبل ، الذى يواجه التبعية ويتبنى الخيار الاشتراكى المعاصر . وسيظل هذا التراث الخصب الواسع مصدر إلهام و إثراء لكل المهتمين بالتنمية و التخطيط ولكل المناضلين من أجل الإشتراكية و العدالة الإجتماعية .

نتقدم بخالص العزاء للأسرة و لكل زملائه و تلاميذه و أحبائه . تغمده الله بواسع رحمته ، و أسكنه فسيح جناته ، و ألهم جميع أحبائه الصبر و السلوان .