نشرت فرنسا 24 مواصلة الجزائريون، للجمعة الـ37، حراكهم الشعبي الذي يتزامن اليوم مع ذكرى اندلاع حرب التحرير في العام 1954. ووسط حضور أمني مكثف، تتظاهر حشود غفيرة بالعاصمة وكبرى المدن الجزائرية، رافعة شعارات مطالبة برحيل جميع رموز النظام السابق وبناء دولة ديمقراطية، ومصممة على عدم المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر.
وفي غياب إحصاء رسمي لعدد المتظاهرين وصعوبة تقديره، تذكر هذه المظاهرة بأيام الحراك في أسابيعه الأولى عندما بدأ في 22 فبراير الماضي.وامتلأت بالمتظاهرين شوارع ديدوش مراد وعبد الكريم الخطابي وباستور وحسيبة بن بوعلي وعميروش وخميستي وكل الساحات المجاورة لها، مباشرة بعد صلاة الجمعة، وهو وقت الذروة بالنسبة للمظاهرة كل أسبوع منذ تسعة أشهر. وهتف المتظاهرون بصوت واحد “بعتو البلد يا خونة” “و “الاستقلال.. الاستقلال” في وجه النظام الحاكم منذ استقلال البلاد في 1962.
“الاستقلال ..الاستقلال”
بدأ المتظاهرون في التجمع ليل الخميس في وسط العاصمة وهم يهتفون “الاستقلال…الاستقلال” قبل أن تفرقهم قوات الشرطة التي أوقفت العديد منهم، بحسب موقع صحيفة “الوطن” الناطقة بالفرنسية.واستيقظت العاصمة على انتشار أمني كثيف بشاحنات احتلت كل المحاور والساحات الرئيسية مثل ساحات “أول ماي” و”موريس أودان” و”الربيرد المركزي”، وعلى طول شارع “ديدوش مراد”.
وقام عناصر أمن بالزي المدني بتفتيش حقائب المارة المبكرين ومراقبة هوياتهم في شارع حسيبة بن بوعلي، بوسط العاصمة. وشددت قوات الأمن إجراءات المراقبة في الحواجز الأمنية على الطرق المؤدية إلى الجزائر العاصمة منذ مساء الخميس، ما تسبب في اختناقات مرورية امتدت لعدة كيلومترات كما في تيبازة غربا والبليدة جنوبا، بحسب مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
وانتشرت منذ أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي نداءات للتظاهر مثل “# حراك 1 نوفمبر” أو “# لنغزو العاصمة” الجزائر حيث تجري أهم التظاهرات كل يوم جمعة منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد النظام في 22 فبراير. ونشرت صفحة “حراك 22 فبراير” على فيس بوك لافتة إلكترونية كتب عليها “الفاتح نوفمبر.. يوم الزحف الأكبر”.
واندلعت “ثورة التحرير” أي حرب الاستقلال الجزائرية في الساعة الصفر من ليل الأول من نوفمبر بقيادة جبهة التحرير الوطني، بعمليات عسكرية شملت في نفس الوقت كل أرجاء البلاد.وأصبح هذا التاريخ مناسبة وطنية يتم الاحتفال بها بشكل رسمي منذ الاستقلال وهي عطلة مدفوعة الأجر.
واندلعت الحركة الاحتجاجية بعد ترشيح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة رغم مرضه الذي أفقده القدرة على الحركة والكلام. ورغم دفعه لعدم الترشح ثم الاستقالة في 2 أبريل، لم تتراجع الاحتجاجات واستمرت لتطالب برحيل كل رموز النظام الحاكم منذ 1962. ويرفض المحتجون الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر لاختيار خلف لبوتفليقة، لأنها في نظرهم ليست سوى استمرارا لنفس النظام.
وانطلقت المظاهرات منذ الساعات الأولى للصباح خلافا للجمعات الماضية، وأخذت زخما أكب بعد صلاة الجمعة، وذلك رغم التعزيزات الأمنية التي كانت حاضرة بقوة، لكن الجحافل البشرية التي تهاطلت على ساحة البريد المركزي، ورفع المتظاهرون عدة شعارات معادية للنظام ورموزه ،ورافضة للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، معتبرين أن الظروف الحالية لا تساعد على إجراء انتخابات حرة ونزيهة، كما جددوا مطلبهم بضرورة إطلاق سراح سجناء الحراك، وفي مقدمتهم المجاهد لخضر بورقعة، الذي أعلن من سجنه عن الدخول في إضراب عن الطعام.
كما شهد انطلاق المظاهرات اعتداء من بعض المتظاهرين على صحافيين ومصورين، في إطار الشحن ضد الصحافة بشكل عام منذ عدة أسابيع، وذلك على خلفية التعتيم الي تمارسه القنوات العمومية والخاصة على الحراك منذ أشهر. واعتبر المتظاهرون تزامن ذكرى اندلاع ثورة التّحرير مع الجمعة الـ 37 من حراكهم، سيكون منعرجا في الانتفاضة الشّعبية التي انطلقت منذ الـ22 فبراير الماضي، وجدد المتظاهرون ترديد شعار “الشعب يريد الاستقلال”.
الصور نقلا عن صحيفة القدس العربي