(بترا)- قال علماء متخصصون إن الانتاج من محصول القهوة قد يشهد ارتفاع اسعاره وتدني نوعيته جراء ارتفاع درجات الحرارة في كوكبنا الذي سيتسبب في تقلص المساحات المناسبة لزراعة القهوة.
واظهر تقرير عن انتاج القهوة في اثيوبيا، وهي الموطن الأصلي لانتاج البن العربي عالي الجودة وأكبر الدول الأفريقية المصدرة له، انه يواجه خطرا جديا في القرن المقبل ما لم تتخذ اجراءات جدية لتدارك المشكلة.
وقال الدكتور آرون ديفيز، الباحث في حدائق كيو وأحد واضعي التقرير، إنه اذا لم نفعل شيئا ستكون هناك كميات أقل من القهوة التي قد لن تكون على الأرجح ذات مذاق جيد وستكون أكثر تكلفة ايضا.
وتشير التوقعات الى تجاوز حجم استهلاك القهوة حجم الانتاج للسنة الثالثة على التوالي، حسب ما جاء في احصائيات نشرتها منظمة القهوة العالمية، ولكن لحد الآن لم ترتفع اسعار القهوة بشكل كبير نظرا للخزين الكبير الذي تم تجميعه أثناء سنوات الانتاج الوفير.
ولكن منظمة القهوة العالمية تقول إنه وبسبب اضطرار المصدرين على استغلال هذا الخزين، انخفضت كميات القهوة التي يحتفظون بها، واذا وضعنا جانبا المخاوف من تغير المناخ على الأمد البعيد، خفت الى حد الكبير القلق الذي كان سائدا حول الظروف المناخية في البرازيل وفيتنام، وهما أكبر منتجين للقهوة في العالم. ولكن ثمة مخاوف من تقلبات مناخية قد تحصل في الأشهر القليلة المقبلة قد تؤدي الى شح في القهوة على المدى القصير.
ويقول الدكتور تيم شيلينغ، مدير معهد بحوث القهوة الدولي، وهو منظمة دولية لصناعة القهوة، إن توفير بن ذي جودة عالية مهدد بالتغير المناخي، والأمراض، والحشرات، وضغط الأراضي، ونقص العمالة والطلب على هذه القهوة يتزايد كل عام.
وأضاف ان النتيجة المنطقية لهذا هي أن الأسعار يجب أن ترتفع.
وتتقلص المساحات التي تزرع فيها القهوة في أثيوبيا بنسبة تبلغ 60 بالمئة اذا ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 4 درجات مئوية بحلول نهاية القرن الحالي، حسبما توقعت الدراسة التي نشرها باحثو حدائق كيو ومساعدوهم في أثيوبيا.
ويعتمد توقع ارتفاع درجات الحرارة بواقع 4 درجات مئوية على فرضية أن تبقى انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على حالها من الآن الى سنة 2100. وجاء هذا التوقع من التنبؤات التي توصلت اليها اللجنة الدولية للتغير المناخي.