الرئيسية » تقارير وتحقيقات » إستقالة إيفا موراليس استجابة للحراك المستمر منذ 20 أكتوبر

إستقالة إيفا موراليس استجابة للحراك المستمر منذ 20 أكتوبر

بعد 13 سنة من حكم موراليس لبوليفيا وانفاق الولايات المتحدة مليارات الدولارات لتطهير الفناء الخلفي من الحكومات الشعبية . إستقال الرئيس البوليفي حفاظاً علي أرواح الشعب البوليفي. تضم بوليفيا حوالي 54% من الهنود الأمريكيين، حوالي 32% من السكان من المستيزو (خليط أوروبي هندي)، وحوالي 14% من الأوروبيين.

حقق اقتصاد بوليفيا خلال السنوات العشر الماضية نمواً مطرداً، وذلك أساساً بفضل الاستثمارات العامة في الصحة والتعليم والبنية التحتية الإنتاجية في المناطق الريفية، والأمن الاجتماعي، والتحويلات المالية من الخارج. وتحسَّن عموماً مستوى المعيشة؛ غير أن السكان الريفيين الذين لا يزالون يمثلون 31 في المائة من مجموع السكان، لا يستفيدون استفادة كاملة من التنمية الاقتصادية في بوليفيا.ونتيجة لذلك، لا يزال الفقر الريفي شديداً، إذ يعاني 55 في المائة مستويات متوسطة من الفقر، ويعيش 33 في المائة في فقر مدقع وفقاً لبيانات المعهد الوطني للإحصاء.

أما خوان إيفو مورالس أيما رئيس بوليفيا المستقيل. فهو أول رئيس في تاريخ أمريكا اللاتينية من الأمريكيين الأصليين وينتمي إلى الحركة الاشتراكية الذي قام بتأسيسها، وإلى عائلة من المزارعين البسطاء.

في انتخابات 2002 الرئاسية حقق إيفو مورالس نتيجة مفاجئة بحصوله على 20.9% من أصوات الناخبين بفارق 1.9% فقط عن الفائز سانشيز دو لوزادا فيما فاز حزبه الحركة الاشتراكية بـ27 مقعدا في البرلمان لتصبح ثاني قوة سياسية في البلاد. كما أنتخب موراليس نائبا بـ81.3% من أصوات الناخبين. وفي 18 ديسمبر 2005 انتخب إيفو مورالس رئيسا لبوليفيا إثر حصوله على 53.7% من أصوات الناخبين بعد أشهر من الاضطرابات شهدتها البلاد بسبب قانون المحروقات المثير للجدل.

وفي 2008 وافق البوليفيون في استفتاء شعبي على تعزيز سلطات مورالس والمضي في الإصلاحات الاشتراكية التي انتهجها وجعلته في مواجهة مع الأقاليم الغنية الرافضة لنهجه اليساري. وفي 14 يناير 2009 قام بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل نتيجة الحرب على غزة. وفي 31 يوليو 2014 أعلن مورالس أن إسرائيل كيان إرهابي وألغى السماح بدخول الإسرائليين دون تأشيرة سفر. .

شهدت بوليفيا يوم 20 أكتوبر الماضي انتخابات رئاسية، أظهرت نتائجها الرسمية فوز موراليس فيها للمرة الرابعة بحصوله على نحو 47% من الأصوات، مقابل 36.5% لمنافسه الرئيس السابق كارلوس ميسا.  وأثارت عملية فرز الأصوات جدلا واسعا في البلاد وشكوكا في نزاهتها، ما أدى إلى اندلاع موجة احتجاجات صاحبتها اشتباكات ومواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين. وأعلن موراليس حالة الطوارئ على خلفية الاحتجاجات، متهما المعارضة بمحاولة تدبير انقلاب عليه.

وتدخلت منظمة الدول الأمريكية بهدف إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 أكتوبر في ضوء التجاوزات التي شابتها، ودعت الى إجراء انتخابات جديدة، الأمر الذي دفع موراليس إلى إعلان إجراء انتخابات جديدة في وقت سابق قبيل إعلان الاستقالة.كما صرح قائد الجيش البوليفي للصحافيين “بعد تحليل الوضع الداخلي المتوتر، نطلب من الرئيس التخلي عن ولايته الرئاسية بهدف الحفاظ على السلام والاستقرار، من أجل صالح بوليفيا”.

ومع استمرار الاحتجاجات منذ 20 أكتوبر وتخلي الجيش عنه أعلن الرئيس البوليفي إيفو موراليس أنه قدم استقالته من منصبه، وذلك على خلفية الاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل المتواصلة منذ أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن فوزه.

وقال موراليس في خطاب له أمس الأحد: “نقدم الاستقالة كي لا يتعرض إخواننا وأخواتنا من الموظفين الحكوميين لهجمات وتهديدات“. ووصف الحالة الراهنة في بلاده بأنها انقلاب على الدولة، وأضاف مخاطبا الشعب البوليفي: “أود أن أقول لكم إن كفاحنا لم ينته، وأؤكد أن نضالنا من أجل المساواة والسلام متواصل“. وتابع: “إن واجبي الآن كرئيس هو إيجاد طريق لتهدئة الوضع“.

هكذا غادر موراليس قصر الرئاسة ووضع حزب الحركة الاشتراكية في مرحلة جديدة هل يستطيع خلالها استعادة التواجد الرئاسي خاصة في ظل استمرار الوجود بالبرلمان؟! أم أن بوليفيا دخلت مرحلة سياسية جديدة لتستريح الولايات المتحدة لفترة قادمة من وجود موراليس وحزبه ؟!

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.