الرئيسية » البيانات الرسمية » التحالف الشعي يرسل تحية لنضال الشعوب العربية ضد الطائفية والافقار والاستبداد والفساد

التحالف الشعي يرسل تحية لنضال الشعوب العربية ضد الطائفية والافقار والاستبداد والفساد

أصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي اليوم بياناً بعث خلاله بتحية لنضال الشعوب العربية ضد الطائفية والافقار والاستبداد والفساد

وأعرب التحالف علي أن هزيمة التبعية ووكلاء التقسيم تتحقق بتأكيد الحريات واحترام حقوق وكرامة الشعب

وأكد حزب التحالف علي أهمية الاستجابة لمطالب الحراك الشعبى كمخرج من الأزمة الراهنة فى لبنان و العرق

وجاء بالبيان :

ناقش اجتماع المكتب السياسى لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى الحراك الشعبى فى لبنان والعراق وانتفاضات الشعوب العربية ضد الفقر والاستبداد والفساد والطائفية ، وعلى الاخص التطورات الراهنة فى المشرق العربى الماثلة فى انتفاضات الشعبين اللبنانى والعراقى والمقاومة الباسلة للشعب الفلسطينى للعدوان الصهيونى على غزة واكد الحزب على:

1- أن هذا الحراك الشعبى الواسع يأتى استمرارا لظهور موجة جديدة من الربيع العربى ، الذى يعبر عن تطلع الشعوب العربية لانهاء الاستبداد و الفساد وتحقيق الديموقراطية و الحرية و العدالة الإجتماعية . وخلافا لأوهام و دعاوى الثورة المضادة وقادتها فى بلاد المنطقة ، عن انتهاء الربيع العربى ، وعدم إمكانية تكراره ، فقد تدفقت موجته الجديدة بشكل اوسع مما سبق فى أقطار متعددة لتثبت زيف و إفلاس تلك التصورات و الأوهام .

ونلاحظ فى هذا السياق أن الحراك الشعبى مازال متواصلا فى الجزائر الشقيقة ، وأدى لتنحية بوتفليقة عن السلطة ، و إن لم ينجح بعد فى إجتثاث كل بقايا نظامه ، و الذى يحاول إعادة انتاج نفسه . وفى السودان الشقيق ، تمكن الحراك الشعبى و باصرار وتضحيات هائلة ، من اسقاط سلطة البشير ، التى تعد الدكتاتورية الأقدم فى المنطقة ، و تكمن من دمقرطة الأوضاع فى السودان ، عبر صيغة من تسوية حل وسط بين قوى الحرية و التغيير المعبرة عن الثورة السودانية وقيادة الجيش ، وهى صيغة لاتعبر سوى عن مرحلة انتقالية ، على طريق صعب للتحول نحو حكم مدنى ديموقراطى فى السودان الشقيق .

2 – أتى الحراك الشعبى اللبنانى و العراقى على خلفية نفس المسببات لحراك الربيع العربى عموما ، و إن اتسم ببعض الخصوصيات المعبرة عن السمات النوعية للوضع فى البلدين . وعموما فقد كان النضال ضد الفساد السياسى و المالى المستشرى ، و سياسة التقشف و الإفقار والتى يعد التوسع فى الجباية وفرض الضرائب أبرز معالمها ، يرافقها انعدام الخدمات الاساسية وزيادة الفقر ومعدلات البطالة.

3- وإذا كانت هذه البلاد مثلها مثل بلاد أخرى كثيرة تعانى من الآثار السلبية للتطورات الإقتصادية المتأزمة فى العالم و المنطقة والناجمة من أزمة النظام الإقتصادى الرأسمالى العالمى المعاصر ، فإن المأساة تكمن مع ذلك فى اتباع توصيات وروشتة صندوق النقد الدولى و المؤسسات المالية الدولية ، وهى الروشتة التى كانت الحكومة المصرية قد بادرت إلى تبنيها فى نوفمبر عام 2016 بأقصى درجة من التطرف بما تضمنه ذلك من تخفيض العملة و إلغاء الدعم و رفع الأسعار وتجميد الأجور ، وزيادة الضرائب ، والتوسع فى الاستدانة الخارجية .ومعلوم أن سعد الحريرى اشاد بهذه الوصفة أثناء زيارته للقاهرة .

4- وترافق تطبيق هذه الوصفة فى لبنان مع تدهور الأوضاع المعيشية ووصول الدين الخارجى إلى 74 مليار دولار تعادل 140 فى المائة من الناتج المحلى الإجمالى فى لبنان . وعندما خرج الملايين إلى الشوارع و الميادين كانت محاولة السلطة الحاكمة للإصلاح بإجراءات جزئية محدودة من بينها وقف فرض ضرائب جديدة ، وتخفيض رواتب الوزراء و النواب ، مع إستمراها هى فى السلطة .

5- وشان كل نضال اجتماعى عام على مطالب مشتركة وحدت الانتفاضة الكتلة الجماهيرية من مختلف الاطياف والطوائف وفتحت افقا ديمقراطيا عابر للطائفية ويشتبك مباشرة مع المحاصصة والتقسيم ، بينما سعت الزعامات التقليدية الى الابقاء على الوضع الطائفى واعادة انتاجه وشق الحراك الشعبى ، واقتصرت الاصلاحات السياسية بدورها على تغييرات جزئية ومحدودة ، أقل من أن تكون مقنعة ، فزاد الحاح مطلب الحراك الشعبى بتغيير السلطة الحاكمة نفسها ، وتغيير النظام السياسى عبر انهاء الطائفية ، وهو الوضع الذى فرض تاريخيا فى البلدين نتيجة الارث التاريخى العام فى المنطقة لميول الاقصاء وانكار التعددية والذى تم تكريسه بأيادى الاستعمار الفرنسى للبنان قبل الأستقلال ، وبيد قوات الاحتلال الأمريكى فى العراق بعد غزو العراق . ومن هنا فإن انهاء الطائفية يمثل مطلبا متقدما للحراك الشعبى فى البلدين يظهر أن تلك الحركة بها ميل اجتماعى عميق عابر للطوائف .

6- ونحن إذ نؤكد على الطابع الإجتماعى المشروع و الوطنى للحراك الشعبى الراهن ، نعى بالطبع أنه من الطبيعى أن تحاول بعض القوى الإقليمية و الدولية صاحبة المصلحة ، التأثير على الأحداث أو استغلالها لمصلحتها . ولكننا نؤكد بقوة فى نفس الوقت ، أن ذلك ليس الطابع الرئيسى للحراك الراهن ، و أنه وبشكل أساسى حراك اجتماعى ووطنى داخلى . و إن تأخر السلطة الحاكمة بمختلف شرائحها فى الاستجابة لتلك المطالب المشروعة ، بما يعنى تخليها عن مكاسبها وسلطتها ، هو الذى يفتح الباب لتطورات أخطر فى ذلك التوتر الراهن بما يمكن أن يدخله لحالة صراع منفلت ، وهو الذى يمكن أن يفتح الباب بدرجة أكبر للتدخلات و التأثيرات الأجنبية . ونؤكد هنا بقوة على إدانة استخدام العنف المفرط من جانب السلطة ضد المتظاهرين السلميين ، وخاصة فى العراق ، بما أدى لوقوع مالايقل عن ثلاثمائة قتيل فى هذا البلد الشقيق إضافة لآلاف المصابين .

7- و إذا كان من الضرورى التأكيد على أهمية استمرار وجود لبنان و العراق فى خط المقاومة للسياسات الاستعمارية الامريكية و الصهيونية ، فإن ذلك لايمكن ضمانه سوى بالاستجابة بدون تأخر للمطالب الشعبية فى نظام جديد ديموقراطى عابر للطائفية يصفى المحاصصة و الفساد ، و يستمر فى الحفاظ على المقاومة ، دون أن ينكر المطالب الإجتماعية والديموقراطية تحت أى ذريعة ، حتى لو كانت التناقض الرئيسى مع الاستعمار أمريكيا أو صهيونيا . وفى نفس الوقت فإننا نتضامن مع التمسك بوطنية حل الإشكاليات الراهنة فى لبنان و العراق ، بعيدا عن أيدى مختلف القوى الإقليمية و الدولية المتصارعة على النفوذ فى المنطقة .

كل التضامن مع الشعوب العربية فى ربيعها الممتد ، وكل التحية لنضال شعوب لبنان والعراق وفلسطين.

حزب التحالف الشعبى الاشتراكى

القاهرة – 17 نوفمبر 2019

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.