علق الدكتور زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي علي نتائج الانتخابات البريطانية فكتب يقول :
الفوز المريح لحزب المحافظين فى بريطانيا العظمى إعلان نهائى بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوربى ، و الذى هو أول انشقاق كبير فى هذا الإتحاد ، الذى كان غالبية الناس يظنون أنه يسير فى طريق لاعودة فيه للإندماج والوحدة ، وهو الإنشقاق الأول ، ولكن ليس بالضرورة الأخير ، كما إنه من الوارد بقوة أن تستتبعه إنشقاقات داخل بريطانيا ، أو المملكة المتحدة ذاتها ، بعد أن عادت للواجهة مسألة انفصال اسكتلندا بعد الفوز الكاسح للحزب القومى فيها ، ناهيك عن مشكلة الوضع الخاص لأيرلندا مع الإتحاد الأوربى . الإتجاهات الاستقلالية و الإنفصالية تتعزز ، ولاشك أنها كانت السبب الرئيسى لفوز جونسون وحزبه المحافظ ، بعد أن نفذ صبر الناس من مسألة البريكست طوال ثلاث سنوات ، و الأهم من ذلك استمرار المشاعر المعادية للهجرة و العمالة الأجنبية الوافدة ، وهى المشاعر التى حسمت تصويت الكتلة الفقيرة و العاملة المناصر التقليدى لحزب العمال لصالح المحافظين هذه المرة ، من أجل وقف مايتخيلونه من منافسة العمالة الوافدة لهم على فرص العمل .
سيطرة تلك المسألة الرئيسية على الإنتخابات عززت فرص جونسون الواضح فى خروج سريع من الإتحاد الأوربى ، و أضعفت فرص خصمه كوربين زعيم العمال الذى ظهر أقرب لخيار البقاء فى الإتحاد باستفتاء ثانى ، وتاهت فى خلال ذلك أطروحات العمال الأفضل فى المجال الإجتماعى من صحة وتعليم و ضرائب رعاية إجتماعية . انتصار كبير لجونسون و المحافظين ، ولكنه ليس عبورا لأزمات أوربا العجوز ، بل انعكاس لعمق أزمتها و أزمة النظام الراسمالى العالمى عموما .