عقب دكتور زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الإشتراكي على خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لم يعد يكفى مجرد تراجع الرئيس الفرنسى ماكرون عن بعض الإجراءات التى كان قد اتخذها وفى مقدمتها فرض ضريبة على البنزين ورفع أسعار الكهرباء و الغاز . فقد اجتمع تعالى الرئيس الواضح ، وتأخره فى التعامل مع وضع جماهيرى متفجر ، مع نزايد الإحساس بالظلم الإجتماعى ، وتغول السياسات اليمينية المحافظة المنحازة لكبار الرأسماليين و الأثرياء ،بالإضافة لاستخدام العنف بشكل متكرر مع المتظاهرين أكثر من مرة لترفع سقف المطالب الشعبية لمستوى جديد تجعلنا أمام انتفاضة شعبية معادية فى جوهرها على الأقل للرأسمالية الإحتكارية و الليبرالية الجديدة و الإتجاهات المحافظة المهيمنة الآن فى فرنسا وغيرها من البلاد الرأسمالية المتقدمة ، والتى صفت بالكامل انجازات وتراث ماكان يعرف بعد الحرب العالمية الثانية بدولة الرفاه الإجتماعى فى الغرب ، ونظرت لسيطرة الطغمة المالية و الإحتكارات عبر القومية على شعوب العالم وسط إفقار متزايد للفئات الشعبية العريضة . ولذلك تبدو الإجراءات التى أعلن عنها ماكرون من إلغاء الزيادات فى الضرائب على الطاقة و بعض الضرائب الاخرى وزيادة طفيفة فى الحد الأدنى للأجور استجابة متأخرة ومحدودة للغاية لمطالب جماهيرية مشروعة تجذرت لحد بعيد ، وستسجل علامة فى تطور الوعى الإجتماعى للشعوب فى مواجهة العولمة الرأسمالية المتوحشة . المعركة من أجل توافق إجتماعى إنسانى وبديل بدأت وهذه المرة فى بلد رئيسى من بلاد الرأسمالية المتقدمة ، وفى تقديرى أننا أمام موجة جديدة فى هذه المواجهة مركزها هذه المرة أوربا ، بعد أن شهدنا الموجة السابقة فى بلدان أمريكا اللاتينية منذ بداية الألفية الحالية .

دكتور زهدي الشامي نائب رئيس الحزب