صرح سامح شكري وزير الخارجية المصرية مخاطبا الإسرائيليين خلال زيارته لتل أبيب بقوله: “أنتم منا ونحن منكم”. أما الشعب المصري فيقول لكم بملء الفم: كلا.. لستم منا ولا نحن منكم.
لهذا قام الصحفيون المصريون بالاحتشاد أمام نقابتهم الأربعاء 13 يوليو وإحراق العلم الصهيوني لتأكيد يؤكد الوعي بحقيقة إسرائيل كقاعدة عسكرية يقتصر دورها على تركيع المنطقة العربية للاستغلال والنهب والتبعية.
كلا.. لستم منا ولا نحن منكم، لا الآن، ولا بالأمس، ولا غدا. إننا نتطلع إلي الحرية والتنمية والتطور بينما أنتم غزاة برابرة تقتلعون الزرع والشجر وتهدمون البيوت والمدارس وتردمون الأنهار في فلسطين كأن الحياة ذاتها عدوة لكم.
كلا.. لستم منا ولا نحن منكم. نحن لم نقصف مدرسة أطفال واحدة في تاريخنا، لكنكم قصفتم مدرسة بحر البقر، وقمتم بإجبار مائتي وخمسين أسيرا مصريا بعد نكسة 67 على حفر قبورهم بأياديهم ودفنهم أحياء.
كلا.. لستم منا ولا نحن منكم. في يوليو 2015 أحرقتم الطفل الفلسطيني “على دوابشة” حيا وهو رضيع لم يتجاوز عامين! على مدى نحو أربعين عاما كاملة منحتم فرصة السلام، فقمتم في سنوات السلام بشن حروبكم على العرب بمعدل مرة كل أربع سنوات: ثلاث حروب لقمع انتفاضات فلسطينية، وحربين على لبنان، والمشاركة في ضرب العراق، وغارتين على السودان، وهدد وزيركم ” ليبرمان” بقصف السد العالي عام 1988. هذا كله في ظل معاهدة سلام!
كلا.. لستم منا ولا نحن منكم، لا الآن، ولا بالأمس، ولا غدا. أطول فرصة للسلام لم تفعلوا فيها سوى حيازة المزيد من القنابل النووية، والطائرات العسكرية، والدبابات، والتمسك بأن حدودكم “من النيل إلي الفرات”!.
لستم منا ولا نحن منكم.. لا الآن، ولا بالأمس، ولا غدا، فلا يمكن أن نكون من النازية ولا يمكن للنازية أن تكون منا، لا مكان لكم بيننا، وسترحلون، كما رحل الاستعمار البريطاني والفرنسي الذي ظل مدة أطول من كل تاريخ قاعدتكم العسكرية، وما إحراق العلم الصهيوني اليوم على أيدي الصحفيين الشرفاء إلا رمز لما ينطوي عليه صدر مصر.
أربعون عاما من السلام زادتكم إجراما، فاعلموا أننا لن نصالح ولو قلدونا الذهب، ولن نصالح ولو فتحوا علينا كل النيران.
لستم أول الرعاع الذين هددوا حدود بلادنا ولا آخرهم. كلا.. لستم منا، ولا نحن منكم. لا الآن، ولا بالأمس، ولا غدا.
غضب مقدس في نفوسنا لن يهدأ إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة.. النجوم لميقاتها، والطيور لأصواتها، والرمال لذراتها، والقتيل لطفلته الناظرة تحية إعزاز وتقدير لكل الزملاء الصحفيين الذين بادروا وأحرقوا العلم وأطلقوا نار الرفض ونوره في سماء القاهرة.