الرئيسية » أخبار » مؤتمرالشمول المالي : بين البروبجاندا الإعلامية و مواكبة التطور الإقتصادي

مؤتمرالشمول المالي : بين البروبجاندا الإعلامية و مواكبة التطور الإقتصادي

ينظم التحالف الدولي للشمول المالي المؤتمر التاسع له، بالتعاون مع البنك المركزي في مدينة شرم الشيخ، اليوم الأربعاء، لمدة 3 أيام، برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي. والتحالف الدولي هو منظمة عالمية تضم في عضويتها 90 دولة، وانضمت مصر لها في عام 2013. ويركز التحالف على وضع سياسات وضوابط الشمول المالي، الذي يعني إتاحة استخدام الخدمات المالية لكل فئات المجتمع بأفراده ومؤسساته – أو بمعنى أبسط أن يكون لكل شخص حساب بنكي يتعامل به –  ، وخاصة الفقراء والمهمشين،  وكذلك إتاحة التمويل للشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من خلال القنوات الرسمية للقطاع المالي. كما أن الشمول المالي يتضمن تشجيع أفراد ومؤسسات المجتمع على إدارة أموالهم ومدخراتهم بشكل سليم، لتفادي لجوء بعضهم إلى القنوات والوسائل غير الرسمية التى لاتخضع لحد أدني من الرقابة والإشراف. ويغطي التحالف ما يزيد على 85% من السكان الذين لا تغطيهم شبكة الخدمات البنكية في العالم، إذ أن عدد الذين لا يحصلون على الخدمات المالية الرسمية على مستوى العالم يصل إلى حوالي 2 مليار شخص، أي ما يقرب من نصف عدد سكان العالم البالغين. ويناقش المؤتمر- الذي يعقد لأول مرة في دولة عربية – أحدث سياسات الشمول المالي والأنشطة المتعلقة به على مستوى العالم. ويشارك الرئيس السيسي في أولى جلسات يوم الخميس – البداية الرسمية للمؤتمر – كمتحدث رئيسي، وهي الجلسة التي من المنتظر أن يشارك فيها رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي، وبينو ندولو محافط بنك تنزانيا ورئيس مجلس إدارة التحالف الدولي للشمول المالي. كما يحضر المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان “اكتشاف سبل التنوع وتعزيز الشمول المالي” أكثر من 800 مشارك من نحو 95 دولة، من أبرزهم رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، ومحافظو البنوك المركزية الأعضاء في التحالف الدولي للشمول المالي. ويهدف التحالف الدولي للشمول المالي من خلال المؤتمرات التي يعقدها إلى التعلم المتبادل بين الأعضاء عبر تبادل الاستشارات والنصائح، وبناء القدرات، والعمل في مجموعات، وتعزيز الحوار بين المؤسسات العامة والخاصة، وتقديم المنح والمساعدات المالية لتطبيق السياسات. ويساعد التحالف الدول الأعضاء في وضع التزامات وطنية محددة ويمكن قياسها تجاه تحقيق الشمول المالي. وبحسب التحالف، هناك 4 نتائج مهمة لتطبيق الشمول المالي، فهو يحد من تكاليف المعاملات المالية في القطاع العائلي مما يساهم في زيادة حجم الاستثمار في مجال الرعاية الصحية للأسرة والتعليم. كما يعمل الشمول المالي على تحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة التي توفر نحو 90% تقريبا من فرص العمل، بالإضافة إلى أنه يعزز نزاهة القطاع المالي والاستقرار الاقتصادي. ويحقق الشمول المالي قدرا أكبر من الاستقرار الاجتماعي مما يقلص احتمالية تعرض الفقراء للكوارث الشخصية والضخمة. اقرأ 

ومن المعلوم أن الشمول المالي يستلزم بالضرورة  تواجد قوي وحقيقي للفروع المصرفية ، فيما يبلغ تعداد البنوك في مصر 40 بنكاً  يتبعهم 3768 فرع موزعين علي جميع محافظات مصر. وارتفعت عدد ماكينات الصراف الآلى التابعة للبنوك العاملة فى السوق المحلية المصرية إلى 9031 ماكينة فى نهاية شهر يونيو 2016، مقابل 8443 بنهاية ديسمبر 2015، بزيادة قدرها 588 ماكينة خلال 6 أشهر. وقد بدأت الدولة منذ سنوات تحويل مرتبات موظفين الحكومة إلي البنوك وهي تضم أكثر من 5 مليون حساب إضافة إلي حسابات أصحاب المعاشات والمستفيدين . ولمواكبة التوجه العالمي تسعي مصر لزيادة الشمول المالي والذي يتضمن تقليل التعاملات النقدية وزيادة الاعتماد علي التحويلات المصرفية كتوجه عالمي لتقليل التعامل بالنقود. لذلك يمثل التوسع في استخدام بطاقات الصراف الالي واعتماد التحويلات البنكية نوع من الخدمات المصرفية التي تتوسع فيها المصارف المصرية من أجل تعظيم أرباحها وتقليل النقد المتداول باليد بين الأفراد.

وفيما يتعلق بالجانب العمالي أبدي إلهامي الميرغني نائب رئيس الحزب لشئون التوسع والتطوير مخاوفه من الميكنة و الاحالة للبنوك بشكل كامل خاصة فيما يتعلق بصرف الرواتب و التعامل بها ما سيقود قطاع عريض من العاملين في المجال المحاسبي إلى الدخول في أزمة بطالة .

بينما  أعتبر د / رائد سلامة الباحث الاقتصادي مؤتمر الشمول المالي ما هو إلا دعايا إعلامية  بفلوس “الغلابة”   متسائلا: كيف يمكن للبنك أن يفتح حسابا لمواطن يقل دخله عن حد معين يصبح فتح الحساب معه عملية غير مجدية اقتصادياً للبنك؟ بالتأكيد لن يفعل البنك ذلك تجنباً للخسارة التي تنتج عن التكاليف الإدارية التي يتكبدها.

و تساءل سلامة في تصريحات صحفية  له اليوم عن أي شمول مالي يتحدثون وينفقون الملايين في مؤتمرات ودعوات لأجانب يأتون في وفود ضخمة من أجل النزهة والفسحة على حساب الغلابة في نهاية الأمر، متابعا: لابد قبل أي حديث عن هذا الأمر أن نضع توصيفات محددة جداً من خلال معايير لقياس دخول المصريين وتقسيمها، فمن المهم أن نأخذ في الاعتبار الاقتصاد غير الرسمي وحجم الأموال المتداولة من خلاله وهل ستمر داخل القطاع المصرفي أم لا، وما الدوافع التي تسببت في ألا تمر هذه الأموال من خلال القطاع المصرفي، وبالتالي تدخل في نطاق أعمال الشمول المالي.

واستطرد: لابد من وقفة جادة حول الاقتصاد ككل وضرورة العمل على تغيير نمطه الذي لو حدث لاختفت كل قنوات تداول المال غير الشرعية من تلقاء نفسها؛ لأن المال “السايب” بلا ضوابط علي دخوله وخروجه ومصادره، أحد الصفات اللصيقة بنمط الاقتصاد الاستهلاكي الريعي المنفلت من رقابة الدولة ومن تدخلها، لو تغير “النمط” فصار إنتاجياً تنموياً بحق فستتحقق أهداف هذا “الشمول” دون الحاجة لإنفاق الملايين بلا طائل علي مؤتمرات لا فائدة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.