كتب مدحت الزاهد في ذكري الهزيمة ” ٥ يونيو ٦٧ يوم حزين فى تاريخ مصر والمنطقة وهو اليوم الذى احتلت فيه اسرائيل اراضى ٣ دول عربية واضافت إليها اراضى لبنانية لتشمل عدوانها كل دول الجوار فضلا عن فلسطين ، فلا ينفع معها سلام دافىء ولا بارد فاطماعها بلا حدود.
وبالنسبة لمن يتطلعون الى التقدم والتغيير فإن ذكرى ٥ يونيو مناسبة للنقد واكتشاف ضعفنا فالعدوان والمؤامرات تنجح بالاعتماد على ضعفنا . قوى الهيمنة على مر العصور تهاجم قوتنا من مراكز ضعفنا. والدرس الاهم ان الشعب الحر الواعى المنظم هو القادر على حماية مكاسبه وليس الاجهزة ولا مراكز القوى .و من دروس يونيو ايضا فشل نظرية اهل الثقة على حساب اهل الخبرة فهى تفتح الباب للانتهازية وتقطع الطريق على القيادة الاحترافية المخلصة .
كما أن انحراف الاجهزة الامنية السيادية عن رسالتها يوارب الباب للهزيمة والازمات لا يمكن ان تدار على طريقة برقبتى يا ريس والجيش وقيادته ينبغى ان تتفرغ لمهمتها الاساسية فى تطوير قدراتها ورفع جاهزيتها لحماية الوطن ولا يجوز منح نظام حكم او حاكم التاييد بشيك على بياض ولا يجوز مقايضة الحرية وحق التنظيم المستقل باى مكاسب وطنية او اجتماعية ، بل الجمع بينهما ، فالحرية تحمى المكاسب الوطنية ولا تناصبها العداؤ والحق فى التعددية والتنوع مصدر للثراء مصر بروحها عبرت اليوم الاسود بوقفة الشعب فى ٩ و١٠ يونيو وبحرب الاستنزاف ومطالب الحريات الديمقراطية وحرب التحرير واقتصاد الحرب التى تفجرت رفضا للهزيمة.