الرئيسية » أخبار » وطن بلا رحمة.. جياع أهله

وطن بلا رحمة.. جياع أهله

كتبت – هاجر محمد موسى:

قالوا قديما إن الشعب المصري “هيعيش ويموت غلبان”، ومن الواضح أن المقولة تحولت لواقع، حيث أضحينا نحيا في وطن بلا رحمة على الغلبان، جياعٌ أهله لو لم يملكوا الأموال.

طالعتنا الصحف والمواقع الإيطالية هذا الأسبوع بقصه الطفل أحمد الذي عبر البحر المتوسط وحيدا دون أسرته، وتعرض لاحتراق رأسه من الخلف بسبب الشمس، جراء سعيه للحصول على “علاج لأخيه الصغير” ، قصه إنسانيه اهتزت لها القلوب حتى قلب الحكومة المصرية التي حاولت التملص من الذنب قائلة: “لو كان لجأ إلينا لساعدناه”. لماذا لا يساعدون الشعب المصري الملقى في المستشفيات الحكومية والشوارع؟.

بدأت قصة الطفل المصري ذو الـ١٣ عام بعد ما وصل لجزيرة “لامبيدوسا” في إيطاليا، وحيدا يحمل روشتة طبية لأخوه الصغير “فريد” ذو الـ٦ سنوات، والمصاب بمرض نادر في الدم، وعلاجه مكلف جدًا بالنسبه لأسره مصريه فقيرة من مدينه رشيد في البحيرة، ومع نظام رعاية صحية فاشل كالنظام المصري، فمن المستحيل أن يوفر  ٥٠ ألف جنيه لعلاج الطفل من خلال التأمين الصحي، يحفظ للأسرة كرامتها في بلدها، ويحفظ حياة أطفالها، فما كان من الأسرة إلا أن أرسلت أحمد للبحر المتوسط، علي أمل انه يصل لإيطاليا، وينقذ أخيه الصغير، من خلال الإمضاء علي إيأصال أمانه بـ١٠ آلاف جنيه للمهرب.

الإيطاليون لم يصدقوا قصة محاولة أحمد المستحيلة لإنقاذ أخيه، إلا أن جريدة إيطاليه اسمها “كوريرا ديلا سيرًا” اهتمت وكتبت عنه، وأعلن طبيب إيطالي شهير استعداده لتحمل تكاليف علاج الطفل، حال قيام حكومة الإيطالية بالسماح باستقدام الطفل المريض، لتوافق حكومة روما على سرعه سفر الأسرة مع فريد، للبدء في  علاجه.

وبما إننا في مصر، حيث للعدالة والرحمة أوجه كثيرة، فدعونا نستعرض أحدها، حيث تقدمت الحكومة بمقترح قانون إلى مجلس النواب، بتعديل بعض أحكام القانون ٣٦ لسنة ١٩٧٥ بإنشاء صندوق الخدمات الصحية والاجتماعية لأعضاء الهيئات القضائية، لينص على فرض رسم قدره عشر جنيهات لصالح الصندوق، يدفعها المواطن البسيط ذو المرتبات التي لا تتخطى الألف جنيه في بعض الأحوال، أذهب العقل من الحكومة مع ذهاب الرحم؟

أمن الممكن أن تصدر حكومة مقترحًا بقانون كهذا في وطن عناوينه هي:

  • القبض على أم تبيع رضيعها ب ١٨٠ ألف جنيه بالقطامية
  • لاتربيون الفرنسية: مصر تشتري 4 طائرات حكومية فاخرة بـ 300 مليون يورور
  • وكيل الخطة والموازنة: إعفاء جميع عمليات التجميل من ضريبة القيمة المضافة
  • وزير التموين: نقل مسئولية منظومة بطاقات التموين الذكية والخبز من وزارة التخطيط إلى الإنتاج الحرب.
  • «الأوقاف» تفوض «الإنتاج الحربي» لطرح 10 آلاف فدان من أراضيها على المستثمرين

وكل ذلك إضافة إلى مطالبة البؤساء بالتبرع للوطن، ورفع أسعار الكهرباء، والمياه، والعلاج، وإجبارهم على دفع ضريبة ساوت بينهم وبين أصحاب الملايين؟!.. وصدقت مقولة: وطن بلا رحمة.. جياع أهله.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.