الحالمون بالجنة!!
في مقالات
مايو 24, 2016
684 زيارة
كتب – د. عبدالهادي محمد عبدالهادي:
لكل شيء في الحياة مخاطره، حتى البقاء في المنزل، فربما حدث زلزال يهدم البيت على من فيه، كما أن قضاء اليوم كله في السرير، قد يصيب الإنسان بقرح الفراش، فما بالكم ببناء محطة لتوليد الطاقة، خصوصا لو كانت محطة نووية.
لكن حتى المحطات التي تعمل بالفحم، أو غيره من الوقود الأحفوري، لها أيضا مخاطرها المعروفة على البيئة والصحة العامة.
وانتشرت في الفترة الأخيرة أصوات تعارض شروع مصر في بناء محطات نووية لتوليد الطاقة، وعلى الرغم من وجاهة بعض الانتقادات التي وجهت للخطة المصرية، واعتمادها على القروض، لكنها تظل انتقادات أحادية النظرة، وتركز نقد معظم المعترضين على عنصر واحد فقط هو الأمان، على الرغم من تطور عناصر الأمان في المحطات النووية خلال السنوات الأخيرة.
لن أناقش هنا أمورا فنية، فقط أود لفت الأنظار إلى أنه لم توجد بعد تلك التكنولوجيا كاملة الأمان، وربما لن توجد، حتى توليد الطاقة من المساقط المائية، مثل السد العالي على نهر النيل، أو السدود على نهر الأمازون في البرازيل، لها أيضا مخاطرها التي تمثلت في تبوير مساحات واسعة من الأراضي، وتهجير الآلاف من قراهم، ولا يزال أهالي النوبة مثالا حاضرا ومؤلما.
حتى المصادر الجديدة، مثل الطاقة الشمسية، ففضلا عن تكلفة التشغيل والصيانة المرتفعتين نسبيا، لها أيضا مخاطرها.
وهاكم مثالا حيا من الولايات المتحدة الأمريكية:ففى التاسعة والنصف من صباح الخميس 9 مايو الجارى نشب حريق صغير في أحد أبراج محطة “إيفانبا”، أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، في ولاية كاليفورنيا، ما أدى إلى إغلاق أحد الأبراج، وخضوع الثاني للصيانة، وتعمل المحطة الآن بثلث طاقتها.
وفى حين رفض المسئولون التعليق قبل انتهاء التحقيقات، يعتقد متخصصون ورجال إطفاء أن الحريق نجم عن خطأ في زاوية توجيه المرايا، وهكذا تسبب خطأ صغير فى كارثة كبيرة.
وجدير بالذكر أن المحطة تكلف انشاءها 2.2 مليار دولار، وتم افتتاحها قبل عامين فقط، وتغذى نحو 140 ألف منزل في ولاية كاليفورنيا، ولم يتضح حتى الآن، كيف سيؤثر ذلك على إمدادات الطاقة فى الولاية، وإلى متى، كما لا تتوفر معلومات عن حجم الخسائر في المحطة.
أيها الحالمون بالأمان المطلق.. لم توجد بعد تلك التكنولوجيا في الدنيا، ربما تجدونها في الجنة إن شاء الله.

2016-05-24