الرئيسية » بنت النيل » أمال ممدوح تكتب حميدة خليل وا لرصاصة التى أخرجت النساء من الحرملك

أمال ممدوح تكتب حميدة خليل وا لرصاصة التى أخرجت النساء من الحرملك

حميدة خليل وا لرصاصة التى أخرجت النساء من الحرملك
كتبت أمال ممدوح
ربما لم يكن هذا الجندى البريطانى يعلم أنه حين أطلق رصاصاته على حميدة خليل التى خرجت مع العشرات من النساء للتنديد بنفى سعد زغلول ورفاقه أنه سوف يشارك فى حدوث ثورة اجتماعية وثقافية تقوم بها النساء المصريات ضد ظلام وظلم الحرملك الذى أدخلها العثمانيون فيها لأربعة قرون فقد بدأت المظاهرة النسوية الأولى فى ثورة 1919 بمجموعة من النساءالارستقراطيات من زوجات الباشاوات المنفين ومجموعة من البنات المتعلمات و البعض من نساء الأحياء الشعبية وكان سقوط شهيدات شرارة البداية لزيادة أعداد النساء والطالبات التى خرجن للمشاركة فى الثورة وساندوا الرجال فى العمل السرى.
وكان للسيدة صفية زغلول دورا بارزا فى استضافة أعضاء التنظيمات السرية خاصة التنظيم الذى كان يقوده عبدالرحمن فهمى فى منزلها وكان هناك عشرات الارستقراطيات والمتعلمات اللائى شاركن فى طباعة وتوزيع المنشورات واخفاء الفدائيين والسلاح وهنا نذكر البطلة المنسية ابنة محافظة المنيا دولت فهمى ناظرة المدرسة التى ضحت بسمعتها وحياتها لانقاذ أحد الفدائيين وادعت انه كان يبت فى منزلها مما دفع أخيها لقتلها وكانت فهمى الفتاة الصعيدية التى تعلمت كغيرها من العشرات من بنات مصر فى مدارس أنشأتها الارساليات الأجنبية وبعض الأميرات منذ أواخر القرن ال 19وكانت لتعليم بعضهن دورا كبيرا فى التمرد على كهوف الحرملك.
لقد خرجت الثائرات للتظاهر وخلعن اليشمك ورأت عيونهن نور الغد والمشاركة فى شئون الوطن و حلمن منذ هذه اللحظة بقوانين عادلة للأحوال الشخصية وأن يأخذ رأيهن فى اختيار الزوج وأن يدخلن الجامعة وأن تتغير القوانين التى تمنع ناظرات المدارس من الزواج وأن يشاركن فى نهضة فنية ويحترفن كل صنوف الفنون وأن كانت ثورة 1919 لعبت دورا كبيرا فى اقتناص النساء لبعض من حقوقهن فقد كانت هناك ارهاصات ما قبل الثورة منها كما أسلفت التعليم وكذلك انشاء الجامعة المصرية سنة 1908 وقبلها كانت هناك معارك كتب قاسم أمين أولها أسباب ونتائج ومواعظ وأخلاق سنة 1898ثم كتاب تحريرالمرأة عام1899 الذى اثار ضجة كبيرة ثم كتاب المرأة الجديدة عام 1901ويذكر أن سعد زغلول كان من أكبر الداعمين لكتابات صديقه أمين المنحازة لحق المرأة فى التعليم والعمل واختيار الزوج كما قام الامام محمدعبده وأحمد لطفى السيد بدعم ومساندة كتابات أمين وعارضها مثلا طلعت حرب.

 

خلاصة القول أن ثورة 1919 ساهمت فى تحقيق انجازات نسوية كبيرة من أحلام التعليم والعمل والسفر الى حلم أن تمتلك النساء صحف خاصة ومجلات وفرق مسرحية وعادت النساء تستعيد ريادتها كما كانت أول قاضية وطبيبة وفيلسوفة وعالمة وملكة ومقاتلة منذ بزوغ فجر الحضارة المصرية القديمة وأمدت النساء الرجال بروح العزيمة والكفاح ضد المحتل كما فعلت جدتهن الملكة تيتى شيرى التى بثت روح العزيمة والاصرار على النصر لدى حفيدها أحمس الأول بطل الاستقلال.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.