الرئيسية » مقالات » إلهامي الميرغني يكتب فيروس كورونا وتصريحات الوزيرة وبدل العدوي

إلهامي الميرغني يكتب فيروس كورونا وتصريحات الوزيرة وبدل العدوي

كتب إلهامي الميرغني

فيروس كورونا وتصريحات الوزيرة وبدل العدوي

مصر مثل كل دول العالم معرضة للأوبئة والأمراض وهو ما يخص العالم كله ومنظمة الصحة العالمية لديها مراكز للرصد والمتابعة للأوبئة ، كما توجد أدلة للتعامل مع الأمراض والأوبئة.

اتنشرت تصريحات منسوبة لوزيرة الصحة انها تقوم بتفتش المطاعم الصيني لمواجهة فيروس كورونا واليوم المتحدث باسم الوزارة نفي ذلك ولذلك وجب الاعتذارعن اي تعليق يخص الموضوع وان كانت كل تصريحات وحوارات الوزيرة من السلام الجمهوري الي الان تجعلنا عرضة لتصديق اي شئ يصدر عنها.

ولكن في مواجهة الأمراض الوبائية يجب أن نتذكر بعض الحقائق هي :

أولا – الأمراض الوبائية تحتاج الي حجر صحي وخبرة في التعامل هذه الخبرة تراكمت عبر السنوات في مستشفيات الحميات وتميز أطقمها الطبية.كما أن مستشفيات الحميات لديها القدرة علي عزل المرضي والتعامل الطبي الصحيح معهم.فماذا فعلت مصر من ايام حاتم الجبلي وحتي الآن ؟!

ثانياً- كان يوجد في مصر حتي عام  2007 ما يصل الي 106 مستشفي حميات تضم 10,348 سرير ولكن بدأت تصفية وهدم أكثر من نصف هذه المستشفيات حتي وصل عددهم إلي 46 مستشفي تضم 4,569 سرير رغم تضاعف عدد السكان منذ 2007 وحتي الآن.وبذلك فقد المريض المصري 60 مستشفي حميات متخصصة وتضم أماكن للحجر الصحي وخبرة في التعامل مع الأوبئة وأكثر من 5.779 سرير.وعندما داهمت مصر انفلونزا الطيور ثم انفلونزا الخنازير اتضح فشل وعجز النظام الصحي في مواجهة الأوبئة في ظل وجود الحميات كأقسام في المستشفيات العامة.

ثالثاً – رغم احتمالات العدوي للفريق الصحي في الأوبئة والأمراض المعدية فإن بدل العدوي يتراوح بين 10 جنيهات و 19 جنيه ورغم ان نقابتي الأطباء والتمريض قاموا برفع دعاوي قضائية وحصلوا علي احكام نهائية لصالحهم الا ان وزارة الصحة تصر علي عدم رفع قيمة بدل العدوي رغم الغلاء ومضاعفة الاسعار منذ نهاية 2016 وتعويم الجنيه المصري.وقد بدأت حملات متواصلة للدفاع عن الحق في بدل عدوي مناسب منذ وفاة الطبيبة داليا محرز فى العناية المركزة بمستشفى الإسماعيلية الجامعى التخصصى في نوفمبر 2015، نتيجة لمضاعفات إصابتها بعدوى الإلتهاب السحائى وحتي الآن.

رابعاً – لا يتم تنفيذ برتوكولات الوقاية والتعقيم والنظافة في العديد من المنشآت الحكومية والخاصة بل ان بعض المستشفيات العامة والمراكز الصحية لا يوجد بها صابون للنظافة العامة ولم نقول وسائل ومواد تعقيم.فهل هذه المنظومة جاهزة لمكافحة الأوبئة ؟!

خامساً – النظافة العامة أصبحت متدهورة في جميع انحاء مصر سواء القمامة او عدم انتظام امدادات المياه النقية او غياب المراحيض العامة بما يضعنا أمام كارثة تلوث مستمرة إضافة إلي غياب التوعية المستمرة بأهمية النظافة العامة خاصة في أماكن التجمعات.

سادساً- الأزدحام والتكدس في الفصول الدراسية والمواصلات العامة والبنوك ومكاتب البريد والمساجد والكنائس.واذا كنا نتحدث عن مقاومة الأمراض والأوبئة فماذا يحدث لو كان لدينا راكب واحد مريض بمرض معدي في مترو الانفاق او في قطار أو سط مدرسة او استاد رياضي ؟!!!

لا توجد منظومة لمقاومة العدوي،ولا توجد رؤية استراتيجية للوقاية ومكافحة الأوبئة والاعتماد الرئيسي علي الحملات الإعلانية والبروبجندا لمشاريع ممولة بالقروض والمعونات دون عمل اي اصلاح حقيقي في المنظومة الصحية.

ولن اجد ما أقوله سوي العودة للشاعر صلاح عبدالصبور ” رعب أكبر من هذا سوف يجئ” لن ينجيكم منه سوي منظومة صحية متكاملة واستراتيجية حقيقية لمكافحة العدوي واجور وبدل عدوي لائق للفريق الطبي وتوفير مقاومات النظافة العامة وتقليل التكدس والأزدحام ومرصد متطور للأمراض المعدية وأماكن مخصصة للحجر الصحي .

لكن الفوضي الحالية يمكن ان تقودنا الي كوارث . وعندها سنبكي وقت لا ينفع الندم.

هل نبدأ الآن قبل ان يهاجمنا كورونا او غيره من الأوبئة؟!!!

إلهامي الميرغني

27/1/2020

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.