قرار حصار قطر شكل إندفاعا غير محسوب فى تصعيد العداوة والقطيعة
لايخفى على أحد أن مايجرى له علاقة بالتغيير الوشيك فى الإدارة الأمريكية
سجل الدكتور زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ملاحظات على المصالحة مع قطر، وكتب يقول :
لاشك أن المصالحة التى أعلن عنها اليوم رسميا بين دول الحصار الأربعة وبين قطر ستستدعى الكثير من التحليل فى الأيام القادمة ، وبشكل أولى ومختصر ، وبدون أى شك حول كونى غير معترض على عودة تلك العلاقات ، كونى لم أكتب أصلا كلمة واحدة مؤيدة لمقاطعة وحصار أرى منذ البداية أنه غير معمول به فى العلاقات الدولية فى عالم اليوم مهما كانت الخلافات ، أريد أن أشير مبدئيا وباختصار لما يأتى :
أولا – مثل قرار الحصار إندفاعا غير محسوب فى تصعيد العداوة والقطيعة وبثلاثة عشر شرطا تعجيزيا لم تلق قبولا عند أى طرف دولى مؤثر . وقد كانت نتيجة هذا الإندفاع والتهور خسارة صافية للنظام العربى عموما ، ومكسبا ظاهرا لاشك فيه لأطراف أخرى بينها إيران ، وعلى الأخص تركيا التى وجدت الفرصة سانحة لتعزيز وجودها الإقتصادى والعسكرى فى قطر . ويؤسفنى أن أقول أن نفس السيناريو هو ماحدث فى معالجة الأزمة الليبية ، إندفاع غير محسوب فى تأييد طرف ليبى ، والخصومة مع الطرف الآخر ، استفادت منه تركيا إستفادة كبيرة ، ثم يحدث اليوم التراجع ، ولكن بعد أن تحقق المكسب التركى والخسارة العربية فعلا .
ثانيا – ليس هناك مايشير لاستجابة قطر لأى من هذه الشروط ، وكل ما يشير له المراقبون هو استجابتها فقط لمطلب آخر هو تنازلها عن القضايا الدولية المتعددة التى كانت قد رفعتها على دول الحصار.
ثالثا – يبدو جليا أن الطرف الأكثر فاعلية فى قرار الحصار كان بن زايد ولى عهد الإمارات ، و أن الطرف الفاعل فى قرار المصالحة هو المملكة السعودية ، ومما لفت النظر فى مشهد اليوم أن دول الحصار الثلاثة الأخرى الإمارات والبحرين ومصر شاركت ولكن بممثلين أدنى من مستوى الرئيس ، فى دلالة على نوع من الإمتعاض ، ولكنها فى النهاية شاركت ووقعت ، و أن الذى حضر وحاز التكريم والإهتمام هو تميم أمير قطر
رابعا – لايخفى على أحد أن مايجرى له علاقة بالتغيير الوشيك فى الإدارة الأمريكية ، وتولى بايدن مقعد الرئاسة بعد أيام معدودة ، وهو متغير مؤثر على الجميع ، وفى مقدمتهم السعودية ، وعلى قيادتها أن تبحث عن إطفاء الحرائق العديدة التى أشعلتها فى السنوات السابقة ، ليس فقط مع قطر ، ولكن فى اليمن وملفات أخرى ، من بينها التردى غير المسبوق فى مجال الحريات وحقوق الإنسان ، خاصة أن مسألة القنصلية والمنشار لازالت حية فى ذاكرة الجميع
خامسا – لم يسأل أحد من هؤلاء السادة الشعوب عن رايها فى جميع الأحوال ، أما الإعلام البائس الموجه ، فقد هلل كل لدولته وقيادته ، حتى الأمس القريب ، واليوم فعليه أن يستدير ويؤيد الإتجاه المعاكس بكل خفة ، إنه دائما إعلان العار .