الخبر الذة نشرته جريدة الشروق أول أمس 19 مايو عن بروتوكول لتحمل المالية ديون هيئة قناة السويس الدولارية التى أصبحت عاجزة عن سداد أقساطها ، خبر خطير ، ويعرى الدعايات الحكومية الفجة عن السياسات الإقتصادية ، و المشروعات و الإنجازات . ويكشف الخبر أن الهيئة تأخرت فعلا فى سداد 450 مليون دولار من أقساط ديونها فى مواعيدها فى ديسمبر 2017 ، ويونيو 2018 ، وديسمبر 2018 .وكانت الهيئة قد اقترضت مبلغا كبيرا بالدولار فى عام 2015 يصل إلى 1.4 مليار دولار من بنوك مصرية و أجنبية لتمويل مشروع تفريعة قناة السويس . دعنا نتأمل دلالات ذلك الخبر غير السار .
1 – لعل حضراتكم تلاحظون أكذوبة الدعاية الفجة بأن المشروعات تمول نفسها بنفسها ، و أنه لا الموازنة و لا المواطنون يتحملون شيئا . فعندما تتحمل وزارة المالية سداد الأقساط بدلا من الهيئات المقترضة ، فمعنى هذا أن الموازنة هى التى تدفع ، وفى المقام النهائى من جيوب المواطنين الغلابة .
2- لعلكم تلاحظون ضخامة المبلغ المقترض بالعملة الأجنبية : 1.4 مليار دولار ، تساوى تقريبا 15 مليار جنيه مصرى ، وهذا غير الشهادات إياها بالعملة المصرية بما قيمته 60 مليار جنيه . ولعلكم تلاحظون أن المشكلة تكون أكبر فى حالة الإقتراض بالدولار وخلافه ، وهو الإقتراض الذى توسعوا فيه حتى قاربت المديونية الخارجية 100 مليار دولار .
3 – ويتضح أن المشروع الذى أعلن عنه فى البداية كمشروع بأموال و سواعد المصريين ، قد تحول فى الواقع إلى مشروع تنفذه شركات أجنبية وبتمويل اجنبى ، وذلك تحت إلحاح الرغبة فى الانتهاء منه فى سنة واحدة بدلا من ثلاث سنوات . وكان ذلك سببا فى نتيجة مزدوجة : زيادة ومضاعفة التكاليف ، ثم تحمل جزء من الإنفاق بالدولار و العملات الأجنبية.
4 – غير أن المبررات الواقعية للإسراع بالتنفيذ وبشركات أجنبية ، بدلا من تنفيذه فى الفترة الطبيعية و بكراكات هيئة قناة السويس ، لم تكن موجودة أصلا ، بل أن الأمر يكاد يمتد إلى جدوى المشروع من حيث الأساس . فكل مايرددونه من مبررات لعدم تحقيق المشروع للأرباح الضخمة المعلن عنها ( مميش كان قد تحدث عن 100 مليار دولار ، والرئيس تحدث بعد الإفتتاح مباشرة أننا قد استردينا التكلفة فعلا ) تكرر مقولة الظروف غير المواتية وتراجع التجارة الدولية ، مع إن هذه الأوضاع كانت موجودة ومعروفة يوم اتخاذ قرار حفر التفريعة ، كما كان معلوما أيضا أن القناة تعمل ب 60 فى المائة فقط من طاقتها ، بما يعنى أنه لاتوجد أى ضرورات عاجلة للإسراع فى التوسع .
5 – ديون هيئة قناة السويس الدولارية ليست الحالة الوحيدة لديون الهيئات الحكومية ، فهناك هيئات اخرى متعثرة بالفعل ، وفى مقدمتها هيئة البترول ، وبمبالغ تفوق قناة السويس ، وعليها هى الأخرى الوصول لتسويات .
6 – ولعلنا لاننسى أن قرض ال 1.4 مليار دولار لتفريعة القناة عام 2015 ، فى وقت ذروة أزمة الإحتياطى الأجنبى ، كان المقدمة الأولى لارتفاع سعر الدولار ، وهذا ماذكره حينها هشام رامز محافظ البنك المركزى ، وتمت إقالته فى اليوم التالى .
وبعد فهذه بعض الإيضاحات لخبر نعتقد أنه خطير وكاشف لخطر الإدارة والتنمية بمشروعات بلادراسات جدوى ، واعتمادا على القروض الأجنبية . وهو يوضح أنه فى حالة عدم جدواها فعلا ، فإن المواطن الغلبان هو الذى سيدفع التكاليف ، وليس هؤلاء الدعاة الذين يتطوعون دائما وهم كاذبون بالإدعاء بان التكاليف دائما ذاتية الإسترداد ولاتحمل الدولة ولا المواطنين شيئا .
رابط الخبر المنشور في الشروق والذي عقب عليه الدكتور زهدي الشامي
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=19052019&id=1cbab539-44f6-4341-a234-a87b51f47668