فؤاد سراج الدين يكتب: “شرطة الشعب”

مؤسسة الشرطة وظيفتها الوحيدة والأساسية هي حماية القانون، ونتيجة لأن الحاكم في بلادنا هو الدولة والقانون، تفرغت الشرطة لحماية الحاكم وأهدافه منذ أكثر من ألف عام حتى يومنا هذا.

وما زاد من سطوتها منذ 60 عاما أنه تم توسيع سلطاتها فوجدنا الشرطة تتواجد بقوة في مجالات كثيرة ليست من اختصاصها ولا تخصصها مثلا تجد مباحث التموين ومباحث الآثار ومباحث الكهرباء ومباحث الأموال.. إلخ، والعديد من المجالات التي أقحمت فيها الشرطة مما زاد من سطوتها وتجاوزات أغلبية أفرادها، والتي وصلت للذروة قبل ثورة يناير 2011 وكانت كما نعلم سبب مباشر في قيام الثورة.

واختفت الشرطة في أعقاب الثورة ثم بدأت المصالحة وعادت الشرطة لممارسة عملها تدريجيا حتى انتظم عملها بعد تحسين رواتب الأفراد والضباط ولكن عودتها لم تكن كما أراد الثوار بل كانت كما أرادت هي، فكان حتما أن تصطدم الشرطة مع العديد من الناس والنقابات وخاصة نقابة الصحفيين التي من أهم مهامهم كشف التجاوزات وملاحقتها.

وتظل المشكلة قائمة بين جهاز الشرطة الذي عاد للعمل على قديمه، والجماهير التي تنفست الحرية وقتلت الخوف حتى يصح الصحيح الذي لا يقبل أي تبريرات.

والحل معروف تماما للجميع ويريح الجميع وهو أن تخرج الشرطة من جميع المجالات التي دخلت للعمل فيها كما ذكرنا التموين والآثار والأموال والكهرباء.. إلخ وتتفرغ لحماية القانون فقط لا غير، وتلك هي الشرطة المدنية التي رأيناها في جميع الدول التي تقدمت وتطورت وظيفة الشرطة فيها هي حماية القانون فقط لا غير. وهذا يحتاج في بلادنا إلى قرار من الرئيس.